السفير الدوسري يوثق مسيرته من قرية النصرانية إلى الدبلوماسية
الشرق -
ثقافة وفنون

0

22 أبريل 2024 , 07:00ص

❖ طه عبدالرحمن

أصدر سعادة السفير عبدالله بن فلاح بن عبدالله الدوسري، الطبعة الأولى من كتابه الجديد «حكاية دبلوماسي.. من بيت الشعر في قرية النصرانية إلى القصر الملكي في بلجيكا.. سيرة ومسيرة»، وينتظر تدشينه في فعاليات الصالون الثقافي للملتقى القطري للمؤلفين، خلال معرض الدوحة الدولي للكتاب في نسخته المرتقبة.

اقرأ أيضاً

واستهل المؤلف الكتاب بتقدمة أكد فيها أنه يرصد جزءًا من مسيرته المهنية، مستعرضًا تجربته الشخصية في دروب ودهاليز الدبلوماسية القطرية، «التي أعتز وأفتخر أن أنقلها لهذا الجيل، وأجيال المستقبل القادمة في شكل سيرة، وقالب روائي، موثقاً فيها الأحداث والمواقف التي عشتها ومررت بها».

واستعرض سعادة السفير عبدالله بن فلاح الدوسري محطاته الحافلة بالأحداث والعبر والعطاء والمعاناة، بدءًا من طفولة تفتقد إلى أبسط أبجديات واحتياجات الإنسان العصرية، وانتقالًا إلى حياة مملوءة بالحب والأمل والتفاؤل، استطاع من خلالها أن يشكل رصيدًا كبيرًا من العلاقات الإنسانية في مختلف دول العالم، برفع اسم قطر عاليًا في مختلف المحافل الدولية.

ويقول : إن «مسيرة السنوات التي قضيتها في العمل الدبلوماسي لا تكفي لتحقيق كل الطموحات التي كنت أسعى إليها، إلا أنني أعتقد أنني قدمت ما في وسعي في خدمة بلدي في مختلف الدول التي عملت فيها، فقد كنت مواكبًا للطموحات التي كانت تحلم بها بلادي والإنجازات التي تحققت بتوفيق من الله تعالى القدير، وبفضل حكمة قادتها». وتوقف سعادة السفير في مقدمته عند جهود الدولة التي بذلتها في توفير الأمن والسلام والراحة والطمأنينة، وترسيخ القيادة الحكيمة للحياة الكريمة لأبناء الوطن، والعمل على تأمين سبل التطور والتقدم في كل مجالات الحياة.

وسرد مراحل الطفولة، وولادته في أواسط الخمسينيات من القرن الماضي، في قرية النصرانية، والتي تقع غرب الدوحة، وهناك ترعرع ونشأ، رغم صعوبة الحياة وغياب أصول الرفاهية عنها آنذاك، مقارناً بين الحياة هناك سابقًا، وبين ما صارت إليه القرية التي أصبحت حاليًا مدينة.

    عراقة الموروث القطري

واستذكر الكاتب دراسته في قرية العوينة، متوقفًا عند أساتذته، وذكرياته معهم، دون أن يغفل أهمية المجالس، لينطلق للحديث عن التقاليد والعادات والتي تعد جزءًا أصيلًا من الموروث القطري، يلتزم بها الجميع، ومنها عادات الخطبة والزواج، بسرد شيق تخللته سيرته الذاتية في هذا السياق.وفي ملمح الانتقال من قريته النصرانية إلى «الريان القديم»، يسرد سعادة السفير ذكريات هذا الانتقال، وتلك التجربة الجديدة بالنسبة له، مع الانتقال إلى سكن جديد، حيث وسائل الراحة ورفاهية الحياة، حتى شكل له هذا الانتقال نقلة نوعية.

واستحضر بذاكرته تعلقه بفلسطين خلال هذه الفترة، حيث كان أساتذته من فلسطين المحتلة، حاملين في قلوبهم وعقولهم قضيتهم ومأساتهم، إلى أن اكتشف خلال الحرب الأخيرة أن معظمهم من سكان غزة. وينتقل سعادته لمراحل دراسته، واستقالته من وزارة الكهرباء، والتي لم يداوم فيها يومًا، ليتعين في وزارة الخارجية بدرجة سكرتير ثالث، في 2 أغسطس 1981، محققًا بذلك آماله وطموحاته، دون أن يغفل حديثه عن أسباب رفضه للدراسة في القاهرة، ليحصل على قبول الدراسة في جامعة «أوريغن» بأمريكا، لدراسة الإنجليزية بمدينة كورفالس. وبعد تعرضه للعديد من المواقف أثناء الدراسة في أمريكا، يسرد سعادته مرحلة عودته إلى الوطن، لينتسب إلى وزارة الخارجية، ومن ثم انتدابه للعمل في أمريكا، ثم عودته إلى الدوحة مجدداً، بسبب قرار الزواج، لينتقل بعد ذلك للعمل سفيرًا ومندوباً للدولة في مكتب الأمم المتحدة وحقوق الإنسان في جنيف. ومن وقت لآخر، وكلما عاد إلى الوطن، يأخذ الحنين سعادة السفير لزيارة قريته النصرانية، وخاصة لمشاركة أبنائها المناسبات الاجتماعية، فضلًا عن استرجاع الذكريات، لاسيما ذكرياته في بيت الشعر.

ويتناول العديد من المواقف التي قابلته أثناء تمثيله للدولة في عدة مؤتمرات عالمية، واكتسابه العديد من الخبرات جراء هذه المشاركات، علاوة على عمله بالسلك الدبلوماسي في عدة دول، منها باكستان، حيث عمل هناك من 1988 إلى عام 1991، وذلك عبر ثلاث مراحل، الأولى دبلوماسيًا في سفارتنا في إسلام آباد، والثانية بدرجة قنصل عام في كراتشي، وفي الثالثة سفيراً في إسلام آباد، ليعقبها العمل سفيرًا للدولة في بلجيكا، ومندوبًا دائمًا في الاتحاد الأوروبي، كون بروكسل هي المقر الدائم للاتحاد، وعمل هناك عام 2005، لمدة سنتين، كما عُين سعادته في نفس الوقت سفيرًا في دوقية لوكسمبورغ.

وفي مستهل عمله آنذاك سعى سعادته إلى فتح سفارة لدولة قطر في بلجيكا، حيث لم يكن للدولة سفارة بها آنذاك. وأعقب عمله في بروكسل، عمله في جنيف لمدة أربع سنوات، مندوبًا في الأمم المتحدة، ومنظمة التجارة العالمية، ومندوبًا في جميع المنظمات الدولية هناك. وأثناء عمله في جنيف، كان سعادته سفيرًا فوق العادة مفوضًا لدى جمهورية النمسا.

كما توقف عند عمله سفيرًا للدولة في المغرب عام 2013، حيث ساهم في تقوية العلاقات بين البلدين الشقيقين، والنهوض بها إلى أعلى المستويات. وبعد انتهاء مهمته سفيرًا في المغرب، انتقل إلى العمل سفيرًا للدولة في المجر وما زال، وتزامن مع عمله هناك تنظيم الدولة لبطولة كأس العالم 2022، فكانت بودابست شاهدة على أروع تنظيم لهذه البطولة منذ انطلاقها، عندما ساهم بنقل أجواء البطولة عبر شاشة عملاقة في أحد الفنادق هناك.

وبالإضافة لما سبق، سعى سعادة السفير، ومازال، إلى تقوية العلاقات بين البلدين الصديقين، لتكون في أفضل مستوياتها، استنادا إلى إرث عريق من الدبلوماسية.

أخبار ذات صلة

مساحة إعلانية



إقرأ المزيد