"الشرق" ترصد تطلعات المثقفين تجاه معرض الدوحة للكتاب
الشرق -
ثقافة وفنون

0

24 أبريل 2024 , 07:00ص

المعرض فرصة لاستقطاب أفراد المجتمع تجاه المعرفة (أرشيفية)

❖ طه عبدالرحمن

يترقب الكُتاب والناشرون وشرائح المجتمع المختلفة معرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته الثالثة والثلاثين، المقرر إقامتها خلال الفترة من 9 إلى 18 مايو المقبل، وذلك لما يوفره المعرض من منصة مهمة لدعم القراءة في أوساط المجتمع.

"الشرق" حرصت على رصد تطلعات المثقفين تجاه النسخة المرتقبة من المعرض، وفي مقدمة ما يأمله المبدعون تثبيت أسعار الكتب، وتحفيز الشباب للقراءة، وطرح مبادرات توعوية جديدة لاستقطاب شرائح المجتمع إلى أجنحة المعرض المختلفة، حيث المعرفة في كل صنوفها.

محمد الجفيري: آمل تثبيت أسعار الكتب دون مساومة

يؤكد الكاتب محمد بن محمد الجفيري أن «‏اقرأ»، أعظم كلمة نزلت من السماء إلى الأرض وهي أولى الكلمات في كتابنا المقدس «القرآن العظيم»، الذي نزل به سيدنا جبريل عليه السلام، على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، من الله سبحانه وتعالى، إذاً (اقرأ)، هى دعوة من الله لهذه الأمة للقضاء على الأمية، ودعوة للمسارعة ‏إلى المعرفة والتعليم والقراءة.

ويتابع: ليس هناك غير الكتاب لولوج طريق المعرفة وتلمس الخطوات للاستزادة من كل العلوم والتكنولوجيا الحديثة وغيرها من وسائل المعرفة في هذا العالم الواسع، فالكتاب يجعل منا إذا أحببنا خاصية القراءة أشخاصًا ذات قامة في الثقافة والعلوم والمعرفة، ولذلك كنا أمة مشاركة في البناء الحضاري لهذا العالم لا عالة عليه.

ويشير إلى أن «الكتاب يجعلنا على اطلاع بثقافات الأمم الأخرى فيسهل بيننا وبين شعوب العالم التفاهم والتقارب بدلاً من الجهل والتنافر والتباعد، ولذلك نريد أن نعرف كيف يفكر المفكر وكيف يكتب المثقف، وماهي ثقافات الأمم واهتماماتهم وتوجههم في المستقبل.

ويقول: نريد تبادل الآراء والمعرفة مع الأمم الأخرى، وإن كان بطريق غير مباشر، وهو طريق القراءة، ففي بطون الكتب التي سيحتضنها معرض الدوحة للكتاب خلال مايو المقبل خير كثير لنسعى جميعا للاستفادة منه.معرباً عن أمله في أن يكون الإقبال كبيراً على هذا المعرض، لما سيعكسه من صورة جميلة للشعب القطري لدى الآخرين، ويبرزه كونه محباً للقراءة شغوفا بالمعرفة وهي سمات الشعوب الراقية المتحضرة.

ويصف موقع المعرض بأنه ممتاز، اعتاد عليه الجمهور، فهو مكتمل الأركان من ناحية سهولة الوصول اليه، وكثرة مواقف السيارات فيه، وكذلك اتساع قاعاته، والخدمات المتنوعة فيه. كما يعرب عن أمله في ثبات أسعار الكتب، حتى يسهل الشراء، دون مساومات بين البائع والمشتري، «حتى لانصبح في سوق رخيص، فالكتاب جوهرة ثمينة ولكن لانبالغ في ثمنها حتى يقتنيها الجميع». ويدعو الكاتب محمد الجفيري إلى ضرورة زيارة المعرض واصطحاب الأسرة لزيارته لترغيب الجميع بالقراءة، وأن تكون أوقات المعرض مفتوحة للعموم صباحاً ومساءً، «فقراءة الكتب عنوان وانطباع جميل عن شخص عقله مسنير».

د. خالد البوعينين: ابتكار فعاليات لاستقطاب الجمهور

يرى الكاتب والمؤرخ الدكتور خالد بن محمد البوعينين، أن معرض الدوحة للكتاب فرصة كبيرة لدعم القراءة، واستقطاب المؤلفين وجمهور المتلقين على السواء إلى أروقة المعرض، «ما يجعلنا نعيش أجواءً ثقافية مميزة، وليس هذا بغريب على الدوحة أن تعيش هذه الأجواء من وقت لآخر، بفضل الجهود المبذولة لإثراء المشهد الثقافي القطري، والارتقاء به». ويقول: إن المأمول من معرض الكتاب أن يكون التركيز الأكبر على الكتاب، كونه الهدف الأكبر من إقامة المعرض، بابتكار العديد من الفعاليات التي تحقق هذا الهدف، عبر ندوات وورش ومناقشات تدعم القراءة، وتحث عليها، في وقت أصبحت فيه القراءة سلعة غالية، نتيجة التحديات المختلفة التي يحياها واقع اليوم. ويلفت د. خالد البوعينين إلى أن المعرض سيصبح بالتالي منصة مهمة للمعرفة في مختلف حقولها، وذلك بفضل ما هو متوقع من حضور لمثقفين قطريين وعرب، ما يجعلنا بحق أمام أجواء ثقافية مميزة، تعزز من عراقة معرض الدوحة للكتاب.

د. عبدالله فرج: دعوة لتحفيز الشباب للقراءة

يشدد الإعلامي والكاتب د.عبدالله فرج المرزوقي على أهمية إقامة معرض الدوحة للكتاب في الموعد المحدد له، لدوره الكبير في نشر العلم والمعرفة، وتحفيز الشباب على القراءة، بفضل ما يوفره من كتب تشمل صنوف المعرفة والإبداع.

ويشير إلى دار الكتب القطرية ودورها الكبير في إقامة أول نسخة لمعرض الكتاب، والتي كانت عام 1972، وجاءت في أعقاب بعد تأسيس الدار عام 1962، ما يشير إلى أن الدار كانت اللبنة الأولى لانطلاق المعرض، ما يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه دولة قطر بالمعرفة في مختلفة مجالاتها،»ولذلك أنشأت دار الكتب القطرية ومكتبة قطر الوطنية ودار الوثائق القطرية، وغيرها من صروح العلم والثقافة والمعرفة».

ويشدد على أهمية أن يرتاد جميع أفراد المجتمع معرض الكتاب، لما ينثره من ثقافة معرفة، من خلال الكتب التي ستقدمها دور النشر المختلفة للجمهور، وكشكل من أشكال إحياء القراءة في المجتمع، على غرار زمن لوّل، والذي كان الناس يقرأون فيه بشغف، حيث لم تكن هناك التحديات التقنية قائمة، كما هو حال الوقت الحاضر.

ويؤكد د.عبدالله فرج أنه رغم كل هذه التحديات إلا أن الكتاب المطبوع، مخطوطاً أو مطبوعاً، سيظل حاضراً في قلب مشهد المعرفة، وإن نازعته كافة التحديات الرقمية، ما يعكس إقامة مثل هذه المعارض، وفي مقدمتها معرض الدوحة للكتاب.

فوزية أحمد: المعرض فرصة لخلق بيئة ثقافية

تعتبر الكاتبة فوزية أحمد، معرض الكتاب بوابة الأدباء والمثقفين من جميع الفئات والأعمار من كل أنحاء العالم ومنصة التطورات الحديثة في صناعة النشر، ومن المعارض السخيّة المعززة للقراءة وإثراء المعرفة، «وفي كل عام نستقبل المعرض بشغف حيث تتربع مساحاته النابضة بمجموعة واسعة من الكتب المتنوعة في شتى المجالات وكل ما يحتاجه القارئ لتوسيع الآفاق المعرفية، بالإضافة إلى ورش العمل والنقاشات الأدبية الثرية والمناظرات والندوات واللقاءات وتدشين الاصدارات الجديدة مما له تأثير إيجابي في تحفيز الخيال وتعزيز ثقافة القراءة والكتابة والمهارات التحليلية».

وتقول: من خلال المعرض، يجب أن تكون هناك مبادرات وبرامج توعوية تستقطب الزوار وخاصة أولياء الأمور لأهمية القراءة وايضاح عوامل التشتت الحديثة كالهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وتأثيره السلبي على تنمية مهارة القراءة والتركيز، فإقامة المعرض بشكل سنوي يحفز الأطفال والطلبة والشباب على الزيارة والقدرة على اختيار الكتب المفضلة التي يرغبون بقراءتها، والتشجيع على بناء المكتبات المنزلية للأبناء لتعزيز مهارة القراءة والمفردات تحت شعار «كتابك صديقك فاقرأ ما يناسب فكرك»، ويكتمل هذا عندما ننشئ من القراءة حدثا عائليا، كقراءة الطفل قصة لعائلته مما يعزز آلية نطق الحروف بشكل صحيح والثقة بالنفس وصقل الشخصية وتعلم مهارة النقاش.

وتحدد الهدف الأساسي من معرض الكتاب في رعاية مجال القراءة والكتابة بالتعاون مع دور النشر والمؤسسات والوزارات والجهات الاعلامية المختلفة من داخل وخارج قطر للمشاركة بالأعمال في هذا المعرض والذي له دور واقعي ملموس في ارتفاع معدل قراءة الكتب بشكل تصاعدي وتنمية الذات وصقل الشخصية، ومحطة تفاعل التقاء الكتّاب والمؤلفين للحوار والنقاش وتبادل الخبرات والتوجيه، وهي فرصة للفئة الشبابية للتطوع مما يساهم في نجاح الحدث الكبير وأيضا فرصة لدور النشر احتضان وتشجيع المواطنين واستقطابهم لخلق بيئة ثقافية قطرية بجوف أسوارها دون الركون للخارج.

أحمد العلي: يلهم المجتمع لاكتشاف سحر القراءة

يصف الكاتب أحمد صالح العلي، خبير اتصال وعلاقات عامة في العمل الخيري والإنساني، معرض الدوحة للكتاب بأنه واحة ثقافية تجمع بين مختلف أفراد المجتمع، يتبادلون الأحاديث حول كتبهم المفضلة ويتعرفون على الكُتّاب والناشرين والقراء الآخرين.

ويقول: إن هذا التواصل الثقافي الاجتماعي يسهم في توسيع آفاق الأفراد وتبادل الآراء والأفكار ومن الفوائد الاجتماعية البارزة لمعرض الكتاب هي تعزيز ثقافة القراءة حيث يعتبر المعرض مصدر إلهام لمختلف الفئات العمرية لاكتشاف سحر القراءة من خلال توفير تشكيلة متنوعة من الكتب والأنشطة ذات الصلة، حيث إن القراءة ليست مجرد هواية بل هي أسلوب حياة يغذي العقل والروح.

شيخة المنصوري: حافز لانطلاق المؤلفين الجدد

تقول الكاتبة شيخة جديع المنصوري: إن معرض الكتاب عرس احتفالي لملتقى الكُتّاب والمؤلفين المبدعين والمثقفين، كما يعد مقياسًا لدور النشر وتوزيع الكتاب وتعريف كل دولة باهتمامها بالكتاب والذي بدوره يدعو إلى الحرص والتفكير يالمشاركة، إذ يستقطب عددًا كبيرًا من القراء من مختلف الثقافات والأعمار والأجناس، مما يساهم في معرفة آرائهم إيجابا أو سلبا وبالتالي تطوير أو خلق إضافات جديدة للكتاب وتطوير مهارات الكتابة والتأليف، علاوة على إثراء المشهد الثقافي وخلق وعي وذوق راق في الكتابة والابداع. وتتابع: إن المعرض يعتبر حافزاً ونقطة انطلاقة قوية للمؤلفين الجدد في مجال الكتابة ونشر الثقافة والمساهمة في عملية الإبداع، بإشراكهم في هذا المهرجان الاحتفالي، حيث يعتبر المعرض فرصة لتسليط الضوء على أهمية الحالة الثقافية ودعم الكتاب والمؤلفين في مختلف المجالات والتي تعتبر مهدا للابتكار والإبداع ونشر الأفكار والثقافات مما يساهم في تطوبر العملية الثقافية وتوعية الشعوب.

اقرأ المزيد

مساحة إعلانية



إقرأ المزيد