د. محمد نويمي يقدّم مقاربة أكاديمية وتحليلية عن النظم السياسية
الشرق -
ثقافة وفنون

0 كتاب جديد يبحث في المفاهيم والسياقات والأشكال

22 يوليو 2024 , 08:00ص

كتاب محمد نويمي

الدوحة - الشرق

صدر حديثاً كتاب جديد عن وزارة الثقافة بعنوان "النظم السياسية" للدكتور محمد بن نويمي، الأكاديمي والمستشار في مكتب سعادة وزير الثقافة.

يقدم الكتاب مقاربة تحليلية أكاديمية للنظم السياسية من منظور أكاديمي ابتعد فيها الكاتب عن العرض التقليدي، واعتمد منهجية أكاديمية متخصصة في مجال العلوم السياسية، كي يتسنى لطلاب العلم والباحثين والمهتمين معرفة وفهم وتحليل طبيعة النظم السياسية، وإدراك سياقاتها ومفاهيميها المختلفة.

اقرأ أيضاً

يقع الكتاب في 330 صفحة من القطع المتوسط، ويحتوي على تسعة فصول، حيث يستعرض الفصل الأول أربعة مباحث استهلها الكاتب بمبحث تعريفي للنظم السياسية من الجانب المفاهيمي، وتوقف في هذا المبحث عند ثلاثة مفاهيم أساسية هي: النظام السياسي والنظم السياسية والنظم السياسية المقارنة، ثم قدم تعريفا لكل مفهوم من هذه المفاهيم ومقصد كل منها.

في المبحث الثاني من الفصل الأول حلل الكاتب من منظور أكاديمي المفاهيم المتصلة بالنظم السياسية وهي: التنمية السياسية التي ترتبط بمفهوم النظام السياسي، والتي يرى أنها "مسؤولة عن متابعة سلوك القوى السياسية وتفاعلها في إطار النظام السياسي". وكذلك مفهوم العولمة السياسية الذي كرسته الدول المهيمنة تكنولوجيا وسياسيا واقتصاديا، كي "تفرض نفسها كنموذج سياسي يجب أن يطبق في النظم السياسية الأخرى".

أما المفهوم الثالث المتصل بالنظم السياسية فهو السياسات العامة التي يعرفها الكاتب بأنها "فرع من فروع النظم السياسية والأداة الأبرز التي تنطلق منها القوى السياسية المختلفة في تفاعلها داخل النظام السياسي".

ويتجسد المفهوم الرابع من وجهة نظر الكاتب في الفلسفة السياسية التي "تختص بدراسة وتحليل القضايا والأحداث التي ترتبط بالنظم السياسية" من الناحية الفكرية، وفي هذا الجانب قدم د. محمد قراءة تاريخية لنشأة الفلسفة السياسية التي تعود الى العصر اليوناني مع "سقراط وأفلاطون وأرسطو الذين ساهموا في تطورها كحقل معرفي"، كما بين "الأهمية البالغة التي تلعبها الفلسفة السياسية في دراسة التحولات والمتغيرات الفكرية التي تطرأ في بنية النظم السياسية" من خلال مجموعة من الوظائف.

أما في المبحث الثالث من الفصل الأول توقف الكاتب عند أهمية النظم السياسية من خلال مكوناتها وخصائصها، وحلل في المبحث الرابع علاقة النظم السياسية بالعلوم الأخرى: علم النفس، العلوم الأمنية، علم التاريخ، علم السياسية، القانون الدستوري، علم الاقتصاد، علم الإحصاء، علم العلاقات الدولية، علم الإدارة العامة، وعلم الأمن السيبراني.

النشأة والتطور

خصص الفصل الثاني من الكتاب لبحث "نشأة وتطور النظم السياسية"، وفيه يقدم الكاتب عرضا تاريخيا لنشأة النظم السياسية وتطورها منذ العصور القديمة، مرورا بالعصور الوسطى، والعصور الحديثة، كما يحلل التاريخ العلمي للنظم السياسية.

وفي الفصل الثالث قام الكاتب بدراسة وتحليل مناهج البحث في النظم السياسية من منظور علمي حيث عرّف مناهج البحث، ثم "التطرق للمفاهيم المرتبطة بها، وصولا للمناهج التي تتعلق بدراسة النظم السياسية عند كتابة الدراسات والأبحاث".

وخصص الفصل الرابع "لمفهومي الدولة وأشكال الحكومات، لما يمثلانه من أهمية بالغة في دراسة النظم السياسية، حيث تم تقسيم هذا الفصل لمبحثين رئيسيين: الأول يتحدث عن الدولة، وأركانها، وأشكالها، ونظريات نشأتها، وخصائصها، بينما سلط المبحث الثاني الضوء على الحكومات وأشكالها، وخصائصها".

أما الفصل الخامس من الكتاب فقد ركز على مجموعة من المباحث الأساسية التي تتعلق بالدستور والمؤسسات الرسمية، من خلال دراسة مفهوم الدستور، وتحليل نشأته، أهميته، مصادره، والأساليب الديمقراطية المتعلقة بنشأته، ثم أنواعه.

فيما قدم المبحث الثاني تعريفا للسلطة ونشأتها، وسلط الضوء على السلطات الثلاث (التشريعية والتنفيذية والقضائية)، وفي المبحث الثالث تطرق الكاتب إلى مبدأ الفصل بين السلطات الثلاث من ناحية النشأة، وأشكال الفصل بينها.

في الفصل السادس الذي خصص لـ"القوى غير الرسمية في النظم السياسية" بحث الكاتب في مجموعة من العناصر الأساسية لفهم العلاقة بين القوى غير الرسمية والنظم السياسية، حيث تتبع نشأة الأحزاب السياسية، ثم حلل عناصرها، أهدافها، إيجابياتها وسلبياتها، وسائلها، وأنواعها. وفي مبحث آخر من هذا الفصل استعرض تكوينات النقابات المهنية والنقابات العمالية، وتأثيرها في النظم السياسية. ثم يتوقف عند مفهوم ذي أهمية في علاقة القوى غير الرسمية بالنظم السياسية ويتمثل في جماعات المصالح التي يعرفها بأنها "مجموعة من الأفراد تسعى لتحقيق مصالحها من خلال التأثير والضغط على قرارات السلطة السياسية مستخدمة في ذلك الوسائل الممكنة كافة"، إلى جانب تحليل مجموعة من العناصر الأخرى التي تؤثر وتتفاعل مع النظم السياسية منها: "الرأي العام"، وسائل الإعلام، والجامعات ومراكز الأبحاث.

وشمل الفصل السابع على دراسة تحليلية لنظم الانتخابات السياسية من خلال مدخل تعريفي بالنظم الانتخابية السياسية (مفهومها، تطورها التاريخي، نظريات الانتخاب، خصائصها، أهميتها)، وفي هذا الفصل يحلل الكاتب مراحل وعناصر الانتخابات السياسية، ويدرس مجموعة من المفاهيم المرتبطة بمفهوم الانتخابات، إلى جانب تحليل أشكال النظم الانتخابية السياسية، والإدارة الانتخابية السياسية.

وتحت عنوان "النظم السياسية المعاصرة (النظم الوراثية)" يستعرض الكاتب في الفصل الثامن مبادىء النظم الوراثية وأشكال النظم الوراثية في عدد من الدول.

وفي الفصل التاسع يقوم الكاتب بدراسة وتحليل نظام الحكم الجمهوري من خلال مجموعة من المباحث هي: النظام الرئاسي النظام شبه الرئاسي، النظام البرلماني الجمهوري، ونظام الجمعية النيابية.

جهد علمي

المتصفح لكتاب "النظم السياسية" يلاحظ مدى الجهد الذي بذله الدكتور محمد بن نويمي في هذا المشروع العلمي بدءا من اختيار الموضوع، مروراً بالرحلة التي قام بها الى عدد من الدول للوقوف على النظم السياسية فيها، وفهم سياقاتها، ثم اختيار المنهجية التي تناسب طبيعة الموضوع، وصولا الى مرحلة الكتابة التي لا تخلو من مشقة لكن متعتها أكبر.

الجدير بالذكر أن الكتاب متاح لعموم القراء أينما كانوا من خلال الباركود التالي:

أخبار ذات صلة

مساحة إعلانية



إقرأ المزيد