انطلاق ملتقى السرد الخليجي بمشاركة مبدعي دول التعاون والأردن والمغرب
الشرق -
ثقافة وفنون

0 تستضيفه الدوحة للمرة الثانية ويناقش 15 مشاركة وندوة فكرية عامة..

30 سبتمبر 2024 , 07:00ص

عبدالرحمن الدليمي يلقي كلمته

❖ طه عبدالرحمن

- عبدالرحمن الدليمي: المثقف يحمل مسؤولية أخلاقية تجاه مجتمعه

انطلقت مساء أمس فعاليات ملتقى السرد الخليجي في نسخته الخامسة، والذي تستضيفه دولة قطر ممثلة في وزارة الثقافة على مدى يومين، بحضور ممثلين عن الأمانة العامة لدول مجلس التعاون، إلى جانب مشاركات ضيوف من المملكة الأردنية الهاشمية، والمملكة المغربية، ونخبة من المثقفين والأدباء.  ويناقش الملتقى 15 مشاركة وندوة فكرية عامة، فيما تعد هذه النسخة هي الثانية التي تستضيفها الدوحة، بعد استضافتها لدورته الأولى عام 2012.

ووصف السيد عبدالرحمن عبدالله الدليمي مدير إدارة الثقافة والفنون بوزارة الثقافة، خلال الافتتاح، الملتقى بأنه «فرصة سانحة لابتكار المزيد من المسارات الإبداعية، لنثاقف فيها بين عبق التاريخ، واستشراف المستقبل، وفي ثنائية قائمة على التمازج لنناقش فيها بين التقليد بأصالته، والتجديد بواقعه».

وقال الدليمي: إن هذا يستلزم منا إدارة حوار عميق بين أهل الشأن الإبداعي، والذين نحن بحضرتهم، لافتا إلى أن مسؤولية الأديب والمثقف والناقد هي مسؤولية أخلاقية تجاه مجتمعه، «فالكاتب حينما يكتب لا يدري إلى أي مدى يصل مداده، فالنص له، والتأويل لغيره. معرباً عن أمله في التوصل لمخرجات تصب في صالح تطور السرد الخليجي. وأعقب الافتتاح، إقامة أولى جلسات الملتقى، والتي شارك فيها فيها كل من الكاتبة والروائية العمانية عزيزة الطاهي، والقاص والروائي السعودي طاهر الزهراني.

وتوقفت عزيزة الطاهي عند «الخطاب السردي الراهن في عُمان»، لافتة إلى أن بعض الكتاب والكاتبات في القصة العمانية، حازوا حضوراً لافتاً، واحتفاء خاصة بإصداراتهم من خلال مناقشة مجموعاتهم القصصية، وحصدهم لجوائز على المستوى الدولي والخليجي والمحلي.

وذكرت أن الرواية في عمان اتخذت عدة مراحل ومنعطفات أثناء تشكلها الفني، ففي المرحلة الأولى والتي تمثل مرحلة البداية 1965-1987، اهتمت الروايات بالجانب التاريخي، وفي المرحلة الثانية التي تمثل مرحلة التأسيس 1989-1999، عالجت الرواية الواقع الاجتماعي، الذي يحيط بالإنسان. مؤكدة ثراء قيمة الإنتاج الأدبي في عمان، مقارنة بما هو عليه اليوم في النصوص العربية، إذ فتح هذا الإنتاج قوساً خصباً في مسيرة تاريخ الأدب العماني وتطوره.

اما القاص والروائي السعودي طاهر الزهراني، فحملت ورقته عنوان «القرية والمدينة ثنائية السرد الحميم»، خلص فيها إلى أنه بتتبع تجليات المكان في الواقع، وفي الفن «فإننا نجد أن الإنسان يختاره من أجل الانكفاء بعد احساس بغربة ما يشعرها، وقد يلوح له بعض أسبابها، وقد تخفى، فعندما يكون مسافراً فإنه يرغب في العودة إلى وطنه، فيقصد مدينته، فيغزوه هذا الشعور في هذه المدينة، فيقرر الأوبة إلى قريته، وفيها يتسرب إليه الذهاب إلى حقله». لافتاً إلى أن حقل المبدع هنا الكتابة، التي ينطلق منها متجولاً نحو حقول أخرى.

 

أما الجلسة الثانية، فقد شارك فيها كل من فهد أحمد الكواري، سيناريست وباحث في مجال القصص والميثولوجيا في قطر، وقدم ورقة حملت عنوان «تساؤلات في غرضية الميثولوجيا ومكانة السرد القصصي، بينما تناول الروائي والقاص البحريني عبدالقادر عقل «الحكاية الشعبية في الخليج العربي»، والذي قدم تعريفا لها، والغاية من تدوينها. معرجاً على جهود دول الخليج في جمع الحكايات الشعبية. وشدد على ضرورة أن تكون النصوص الأصلية للحكاية محفوظة ومتاحة للباحثين، وأن يكون هناك مشروع علمي ضخم، يتجاوز جمع الحكاية إلى التحليل والشرح والنقد، لترسيخ قيم المواطنة الخليجية والانتماء العربي والإسلامي في دول مجلس التعاون.

   - جلسة الضيوف

أما جلسة الضيوف، فشارك فيها كل من الروائي والقاص الأردني مفلح العدوان، والذي تناول «تجليات السرد بين القصة والمسرح»، بجانب الروائية والناقدة الأردنية هيا صالح والتي عرجت على «القصة الجديدة في الأردن.. نماذج مبشرة»، بالإضافة إلى الباحث والروائي المغربي محمد المعزوز، والذي توقف عند «الشارد الشامل وتمثلات الموت والفجيعة».

  - قوة تأثير القصص

وصف السيناريست والباحث في مجال القصص والميثولوجيا في قطر، فهد الكواري، القصة بأنها ليست وسيلة للترفيه أو التوثيق، ولكنها أداة من اختراع الإنسان، ولابد أن تخدم غرضاً معيناً، وطرح خلال ورقته ثلاث قصص للمساعدة في استيعاب مكانة القصة في عقل الإنسان، الأولى من اليونان القديمة، حينما ازدهرت الحضارة الإغريقية حول المعمار والسياسة والفن، والثانية لمجموعة من الجنود الأمريكيين بعد عودتهم من أرض المعركة، وقد أصابتهم إضرابات نفسية بسبب ما شاهدوه من بشاعة الحرب، مختتماً بإحدى أكثر قصص القرآن الكريم تأثيراً في نفسه، وهى قصة النبي يونس عليه السلام، والتي تحمل خارطة طريق لمعالجة الذات. وانتهى الكواري إلى قوة تأثير القصص، وكذلك قوة الميثولوجيا، محاولاً فهم مكامن هذه القوة، وقدرتها على المساعدة في حل مشكلات الحياة وصعوبتها، وقدرتها على علاج الإنسان.

اقرأ المزيد

مساحة إعلانية



إقرأ المزيد