أدباء ونقاد يناقشون تحديات السرد في دول مجلس التعاون
الشرق -
ثقافة وفنون

0

01 أكتوبر 2024 , 07:00ص

شيخة الزيارة وباسمة العنزي خلال إحدى الجلسات

❖ طه عبدالرحمن

اختتم ملتقى السرد الخليجي الخامس، الذي استضافته دولة قطر ممثلة في وزارة الثقافة، جلساته بحضور ممثلين عن الأمانة العامة لدول مجلس التعاون، إلى جانب مشاركات ضيوف من الأردن والمغرب.

وشهد حفل ختام الملتقى، الذي استمر يومين، تكريم السيد عبدالرحمن عبدالله الدليمي مدير إدارة الثقافة والفنون بوزارة الثقافة، والسيدة عهود الهيف مدير إدارة الثقافة والسياحة والآثار بالأمانة العامة للخليج العربي، للمشاركين في الملتقى من الأدباء والكتاب والرواة.وناقش الحضور أمس عدة أوراق تنوعت بين السرد في الرواية الخليجية، وأبرز التحديات التي تواجهه، علاوة على إلقاء الضوء على بعض التجارب السردية في دول الخليج العربية.

وخلال الجلسة الأولى من اليوم الثاني، قدمت الكاتبة القطرية شيخة الزيارة ورقة بعنوان «الرَّمزيَّة ودورها في تعميق الفهم العاطفي والاجتماعي في السَّرد الموجه للطفل»، وحددت خلالها أنواع الرموز الشائعة في أدب الأطفال، وعرجت على التحديات التي يجب مراعاتها عند توظيفها في السرد القصصي الموجه للطفل، ومنها الموازنة بين الرمزية والوضوح والبعد عن الغموض المفرط، ومراعاة مستوى الفَهم لدى الأطفال في مختلف الأعمار، وتكييف الرموز وَفقًا لنضج الأطفال، والاتساق في استخدام الرموز لتعزيز فَهم القصة، بجانب مراعاة الحساسيات الثقافية عند اختيار الرموز، مع استخدام الرموز الحديثة ضمن الأشياء المألوفة في الحياة اليومية، مؤكدة أن «الرمزية أداة للفهم والإيحاء، ووسيلة قيمة لإثراء أدب الأطفال، لكنها تتطلب مهارة وحساسية في توظيفها. لذا، يجب استخدامها بحكمة، وبعناية وإبداع لإثراء عملية القراءة، وتحفيز الخيال، وتوسيع آفاق الفَهم، دون إرباك وإحباط».

وناقشت ذات الجلسة ورقة بعنوان «المواطن الكوني في السرد»، أكدت خلالها الروائية الكويتية باسمة العنزي أن «السرد الخليجي قادر على بلورة صورة الواقع التي نأمل التقاطها، ففي هذه البقعة من العالم خطوط تتشابك لمستقبل جديد وتقاطعات طرق آمنة للوصول إلى فضاء أبعد يُشكّله المواطن الكوني ويتم تدوينُه في سردنا لنصل لأرضية مشتركة مع الآخر أينما كان».

   - تجارب خليجية

أما الجلسة الثانية، فقد طرح خلالها الكاتب السعودي عبد الله العقيبي، ورقة بعنوان «السَّرد في الرواية الخليجية»، لافتا إلى أن الرواية الخليجية لا تبتعد عن مشكلات الرواية العربية عمومًا، بحكم تأثرها بواقعها وتحركها في حيزها وبقائها في الفضاء المعرفي العربي،، فما ينطبق على الرواية العربية ينسحب بالضرورة على الرواية الخليجية، مع فروق لا تتعدَّى الطابع الثقافي الخاص جغرافيًّا وتاريخيا.

وفي ذات الجلسة، قدم الكاتب العماني الخطّاب المزروعي، ورقة بعنوان «القصة القصيرة العمانية المعاصرة.. حياكة الحكاية بخيط اللغة»، سلط فيها الضوء على القصة القصيرة العمانية المعاصرة؛ الملتزمة بلغتها الواحدة ووحدة حكايتها، متناولاً نماذج من القصة القصيرة في عمان.

الدراما العربية وخلال الجلسة الثالثة، طرح الكاتب التلفزيوني والمسرحي الإماراتي جمال سالم ورقة بعنوان «السرد في الدراما العربيه»، قدم فيها تعريفا بالسرد بأنه «قص أحداث مرتبه في تتابع زمني، وأنه أداة فنية أدبية يستخدمها الكاتب، بهدف الوصول لغاية القصة، أو الرواية، أو الأحداث، وهو الأساس الذي يرتكز عليه عامل الحوار، والوصف في القصة، أو الرواية، أو الحدث التاريخي.

وشهد الملتقى ندوة، قدمت خلالها الروائية السعودية لبنى الخميس، ورقة بعنوان» سحر السرد القصصي في البودكاست»، مؤكدة أن البودكاست أصبح منصة جديدة تعزز من فن السرد، حيث يجمع بين قوة الصوت وجاذبية السرد القصصي، وخلصت إلى أن البودكاست يعكس تحولات السرد المعاصر، ويقدم طرقًا جديدة لرواية القصص، مما يسهم في تطوير الأدب العربي الحديث.

- تفكير خارج الصندوق

شهد الملتقى، ورقة قدمها سعادة الدكتور الكاتب عبدالرحمن سالم الكواري، بعنوان «السرد الروائي الخليجي والتفكير خارج الصندوق..أساليب، تحديات وحلول»، خلص خلالها إلى أنه رغم هذه تحدیات السرد الروائي الخليجي، إلا أن التفكیر خارج الصندوق في الروایة الخلیجیة لیس مستحیلاً، فـ "الابتكار الأدبي" یتطلب من الكّتاب التحلي بالشجاعة والقدرة على مواجهة هذه التحدیات، كما یتطلب أیضاً دعًما من المؤسسات الثقافیة والنقاد والقراء، وتعزیز التعلیم الأدبي، وتقدیم فرص أكبر للنشر، وتشجیع النقد الأدبي الموضوعي، الذي قد یساعد في خلق بیئة أكثر دعماً للابتكار في الأدب الخلیجي».

اقرأ المزيد

مساحة إعلانية



إقرأ المزيد