الشرق - 1/9/2025 7:00:33 AM - GMT (+3 )
❖ أجرى الحوار: طه عبدالرحمن
■ المؤتمر في نسخته الثانية يؤكد التزامنا بتوظيف التقنية في تطوير العمل الإعلامي
■ المناقشات ترصد تحديات المؤسسات الإعلامية لتعزيز كفاءة العمل
■ التوسع في الذكاء الاصطناعي يؤثر على الوظائف الصحفية
■ المعهد واكب التقنيات الراهنة بتطوير قاعاته وإدارته ودوراته
■ النسخة الحالية لزمالة الجزيرة تواكب الذكاء الاصطناعي
ينظم معهد الجزيرة للإعلام بعد غد، ولمدة يومين، النسخة الثانية من مؤتمر «الجزيرة.. الذكاء الاصطناعي في الإعلام»، مستهدفاً مناقشة أحدث تطورات الذكاء الاصطناعي، وتأثيراته على صناعة الإعلام، واستعراض تطبيقاته التي تسهم في التثبت من الأخبار، وتحليل البيانات، وتعزيز الإنتاج الإعلامي، بما يعكس دور التكنولوجيا في تشكيل ملامح الصحافة الحديثة. وللوقوف على تفاصيل أكثر عن محاور المؤتمر، وأبرز مخرجاته المرتقبة، التقت "الشرق"، السيدة إيمان العامري، مدير معهد الجزيرة للإعلام، والتي ترجع تنظيم المعهد لهذا المؤتمر إلى التزامه العميق بتعزيز استخدام التقنيات الحديثة في تطوير العمل الإعلامي، واستكشاف التطبيقات المتطورة للذكاء الاصطناعي في الإعلام، ومعالجة التحديات الأخلاقية والقانونية التي تفرضها هذه التقنيات. وتطرق الحوار إلى آليات المعهد لتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي، وسواء على مستوى إداراته، أو دوراته، فضلاً عن رصد أهم التحديات التي يمكن أن تواجه هذا التوظيف، إلى غير ذلك من محاور طرحت نفسها على مائدة الحوار التالي:
هل تبني المعهد لإقامة نسخة جديدة من مؤتمره عن الذكاء الاصطناعي يعني تبنيه لمشروع يختص بأهمية توظيف الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلام؟
بداية، أعبر عن عميق شكري لجريدة الشرق على هذه الفرصة القيمة التي تتيح لنا تسليط الضوء على أحد أهم القضايا الراهنة في عالم الإعلام والتقنيات الحديثة.
ولا شك، أن تنظيم معهد الجزيرة للإعلام لنسخة ثانية من «مؤتمر الجزيرة.. الذكاء الاصطناعي في الإعلام» لم يكن محض صدفة، بل هو تأكيد على التزامه العميق بتعزيز استخدام التقنيات الحديثة في تطوير العمل الإعلامي.
هذا المؤتمر يعكس رؤية المعهد لدور الذكاء الاصطناعي في تحسين الإنتاج الإعلامي، من خلال تقديم أدوات متقدمة تسهم في جمع وتحليل البيانات وصياغة المحتوى بشكل مبتكر ودقيق، كما يعكس أيضا حرصه على مناقشة أبرز التحديات التي تواجه المؤسسات الإعلامية، وتقديم حلول عملية تعزز من كفاءة العمل الإعلامي واستدامته.
ومن خلال هذه الجهود، يسعى المعهد إلى أن يكون شريكا فاعلا في صياغة مستقبل الإعلام، حيث يركز على أهمية الاستخدام المسؤول للتكنولوجيا وتطوير المهارات اللازمة لتوظيف الذكاء الاصطناعي بما يخدم الجمهور ويرتقي بمستوى المهنة.
- مواكبة التطور
في هذا السياق، ما أهم تقنيات الذكاء الاصطناعي التي نجح المعهد في توظيفها خلال الفترة الأخيرة؟
يولي معهد الجزيرة للإعلام أهمية كبيرة لتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في برامجه التدريبية لتلبية احتياجات الإعلام الحديث ومواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة.
وفي هذا السياق، قام المعهد بتطوير قاعتين تدريبيتين مزودتين بتقنيات ذكية بالتعاون مع شركة “سيسكو”، مما يجعلهما نموذجا متقدما لاستضافة دورات التدريب المدمج التي تجمع بين التعلم الحضوري والافتراضي بكفاءة عالية.إلى جانب ذلك، يقدم المعهد دورات تدريبية متخصصة في مجالات الذكاء الاصطناعي، تشمل تحليل البيانات، وتحرير النصوص، والمونتاج، التصميم، وإدارة المحتوى الإعلامي. هذه البرامج التدريبية تهدف إلى تمكين المتدربين من استغلال الإمكانيات الكبيرة التي توفرها هذه التقنيات، وتعزيز قدراتهم في إنتاج محتوى مبتكر وفعال.
- دورات مكثفة
وهل تم تهيئة إدارات المعهد للتعاطي مع هذا المنجز التقني الذي أصبح يفرض نفسه في السياق الإعلامي؟
يتبنى المعهد نهجا استشرافيا في تهيئة إداراته للتعامل مع التحولات التقنية المتسارعة في المجال الإعلامي، وانطلاقا من حرصه على مواكبة المستجدات، يعمل المعهد على تعزيز كفاءة فريق العمل من خلال دورات تدريبية مكثفة تركز على أحدث أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي.
كما يولي اهتماما خاصا بتطوير بنيته التحتية، إذ يستخدم أدوات ذكية تساهم في تحسين العمليات التدريبية. هذا التوجه الشامل يعكس رؤية المعهد في تعزيز جاهزيته التقنية ليظل رائدا في تقديم حلول مبتكرة تلبي احتياجات الإعلام المعاصر.
- التقنية في غرف الأخبار
وما مدى حضور الذكاء الاصطناعي في ورش ودورات المعهد خلال العام الجديد؟
إن الذكاء الاصطناعي يحظى بحضور بارز في ورش ودورات معهد الجزيرة للإعلام، إذ يقدم المعهد مجموعة متنوعة من الدورات التدريبية المخصصة في هذا المجال الحيوي.
وتشمل هذه الدورات موضوعات متعددة منها برامج حول إدماج وتوظيف الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار، ودورات في تحليل البيانات، بالإضافة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في المونتاج، والتصميم، وإدارة المحتوى الإعلامي.
وقد استحدث المعهد فئة خاصة في برنامجه السنوي تُركز بشكل حصري على الذكاء الاصطناعي، حيث تم تصميم برامج تدريبية متخصصة لتوظيف هذه التقنية في مجالي الصحافة والإعلام، واستفاد من هذه الدورات عشرات المتدربين من قطاعات شبكة الجزيرة وقنواتها المختلفة، بالإضافة إلى متدربين من مؤسسات مختلفة، وهذا ما يعكس التزام المعهد بتطوير المهارات المهنية بما يواكب تطورات العصر الرقمي.
- زمالة الجزيرة
كان للذكاء الاصطناعي حضور في بحوث زمالة الجزيرة، فما أبرز مخرجات هذه البحوث؟ وكيفية استفادة الصحافة منها في تطوير ممارساتها؟
عمل المعهد على تخصيص نسخة العام الجاري من زمالة الجزيرة لموضوع الذكاء، وأسهمت هذه النسخة في تقديم رؤى متعددة حول كيفية استخدام هذه التقنية لتطوير ممارسات الصحافة في المستقبل.
أحد البحوث تناول «تقييم الذكاء الاصطناعي في إنتاج الأخبار السياسية»، لاستكشاف كيفية إسهام الذكاء الاصطناعي في تحسين دقة وسرعة إنتاج الأخبار السياسية. فمن خلال استخدام هذه التقنية، يمكن للصحافة أن تواكب التطورات السريعة وتقدم محتوى محدثا ودقيقا في وقت مناسب.
كما هناك، بحث آخر تناول «استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تدقيق المعلومات الخاطئة والمضللة»، وكيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعب دورا أساسيا في تصحيح الأخبار الزائفة والمضللة، لتحسين مصداقية الإعلام في أوقات الأزمة ومناطق الحروب والنزاع.
وتناولت دراسة أخرى «توظيف الذكاء الاصطناعي في صحافة البيانات»، لمعرفة كيفية استخدام هذه التقنية لتحليل كميات ضخمة من البيانات وتحويلها إلى تقارير صحفية قابلة للاستخدام.
من خلال هذه البحوث، يمكن للصحافة أن تستفيد من الذكاء الاصطناعي في تطوير ممارساتها عبر تحسين دقة التقارير، وتعزيز سرعة الإنتاج، ومكافحة الأخبار الزائفة، وتحليل البيانات بشكل أكثر فعالية.
- آفاق صحفية
هل النسخة الثانية من المؤتمر، تؤشر إلى أن المعهد وضع في خططه إدراج الذكاء الاصطناعي، ضمن مؤتمراته وندواته، التي ستحظى بمناقشات مستفيضة من جانب الخبراء والمختصين؟
لقد وضع المعهد موضوع الذكاء الاصطناعي ضمن مؤتمراته وندواته منذ فترة طويلة، مع تخصيص مساحة واسعة لمناقشة هذا الموضوع من قبل الخبراء والمختصين.
هذا التوجه يعكس اهتمام المعهد المتزايد بتقنيات الذكاء الاصطناعي ودوره المتنامي في مختلف المجالات، وخاصة في الصحافة والإعلام.
ومن خلال الاهتمام بهذا الموضوع، يسعى المعهد إلى تحفيز النقاشات المستفيضة حول كيفية تأثير هذه التقنيات على ممارسات الصحافة وتطويرها، سواء في مجال إنتاج الأخبار أو تدقيق المعلومات أو استخدام البيانات. كما أن هذه المناقشات قد تساهم في دفع الصحافة نحو آفاق جديدة من الابتكار، عبر تبني أدوات الذكاء الاصطناعي التي تساعد في تحسين الكفاءة والدقة، وبالتالي الارتقاء بمستوى الإعلام بشكل عام.
- تحديات التكنولوجيا
برأيكِ، ما أهم التحديات التي يجب مراعاتها عند توظيف الذكاء الاصطناعي في المجال الصحفي؟
من أبرز التحديات التي يجب مراعاتها عند توظيف الذكاء الاصطناعي في المجال الصحفي الاهتمام بدقة المعلومات، حيث يمكن أن تؤدي الأخطاء في الخوارزميات إلى نشر معلومات مغلوطة أو غير دقيقة، مما يهدد مصداقية الصحافة. لذلك، فمن الضروري وجود آليات تدقيق صارمة للتأكد من صحة الأخبار والمعلومات المنتجة باستخدام هذه التقنية.
هناك أيضا تحديات مرتبطة بالمصداقية، فإذا تم الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في جمع الأخبار دون التأكد من السياق الكامل للأحداث أو تنوع الآراء، فقد يؤدي ذلك إلى تعزيز الانحياز أو التضليل الإعلامي. لذا فإنه من المهم ضمان عدم مساهمة الذكاء الاصطناعي في نشر محتوى منحاز أو مبتور السياق.
كذلك، يبقى التوازن بين الذكاء الاصطناعي والعنصر البشري من التحديات الأساسية، حيث يجب أن يتم توظيف الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة دون أن يحل محل الصحفيين في عملية اتخاذ القرارات وتقديم التحليل العميق، فلا يمكن الاستغناء عن دور الصحفيين في ضمان الجودة والنزاهة الصحفية، إن التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي قد يؤثر على الوظائف الصحفية التقليدية، مما يثير قلقًا بشأن تقليص بعض الوظائف مثل الكتابة والتدقيق.
أخيرًا، هناك قضايا تتعلق بالخصوصية والأمان عند استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات. من المهم وضع قواعد صارمة بشأن جمع واستخدام البيانات الشخصية للمواطنين وضمان حماية هذه البيانات من التسريب أو سوء الاستخدام.
وفي المجمل، يتطلب توظيف الذكاء الاصطناعي في الصحافة اتخاذ تدابير وقائية لضمان توظيفه بشكل مسؤول وآمن، بما يساهم في تحسين الأداء الصحفي دون التأثير على مصداقيته وجودته.
مساحة إعلانية
إقرأ المزيد