الشرق - 2/14/2025 7:31:46 AM - GMT (+3 )
انطلاق فعاليات الكويت عاصمة للثقافة والإعلام العربي
الكويت – طه حسين
وزير الإعلام الكويتي:
ننطلق من التراث لبناء المستقبل ومواجهة التحديات
إحياء التراث البحري استحضار للأجداد الذين أبحروا بشجاعة
د. ناصر المحيسن ل الشرق : تراثنا الثقافي ثري ويؤكد أن خليجنا واحد
سهام العازمي:
التراث الكويتي زاخر بالوان الثقافة وتترجم الهوية الوطنية والخليجية
"محيط الأرض " عرض مسرحي يستحضر التاريخ ويتطلع للمستقبل
الفعاليات تؤكد عودة الكويت مركزا لإثراء الحياة الفكرية والثقافية في محيطها العربي
انطلقت في الكويت امس فعاليات افتتاح مدينة الكويت عاصمة للثقافة والإعلام العربي لعام 2025 تحت رعاية سمو أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح بمشاركة عدد من الوزراء ومجموعة من الشخصيات الحكومية الرفيعة والوفود الإعلامية والثقافية العربية.
حفل الافتتاح انطلق من قرية يوم البحار وحمل روح التاريخ والتطلع الى المستقبل من خلال اختيار قرية البحار لتكون منطلقا للاحتفالات حيث تابع الحضور مهرجان يوم البحار ومشهد القفال المهيب بما يعنيه من ابعاد انسانية تعني الكثير لأهل الكويت وقطر والخليج الذين ارتبطت حياتهم ومعيشتهم بالبحر والغوص واللؤلؤ كمصدر رزق رئيسي قبل اكتشاف النفط.
وقال سعادة السيد عبد الرحمن المطيري وزير الإعلام والثقافة ان تنظيم مهرجان يوم البحار في قرية يوم البحار التراثية يجسد ارث الكويت العريق" ويربط ماضينا المجيد ومستقبلنا الواعد وان هذا المهرجان هو فرصة لإحياء روح الأجداد الذين أبحروا بشجاعة مستلهمين القوة من البحر وأهازيجهم الشعبية ،كما يعكس أهمية التعليم والقيم الاصيلة التي شكلت هويتنا" ودعا سعادته الى الاستفادة من هذا التراث الغني لبناء مستقبل قائم على الثبات والتقدم يعزز الهوية ويؤهلنا لمواجهة تحديات العصر.
وتشمل الفعاليات الاحتفالية 98 نشاطا ممتدة على مدار 235 يوما منها 37 فعالية تركز على تعزيز مكانة الكويت كمركز ثقافي وإعلامي، و20 نشاطا لتحفيز الاستثمار في المشاريع الثقافية والإعلامية ومبادرات تدعم التنمية المستدامة وتعزز الهوية الثقافية العربية.
خليجنا واحد
وأكد الدكتور ناصر المحيسن وكيل وزارة الاعلام الكويتية ل الشرق ان انطلاق الفعاليات بعروض من التراث البحري تعكس عمق ارتباط الكويت بالبحر الذي كان مصدر رزق الاجداد عبر الغوص على اللؤلؤ والحرف التي ارتبطت بالبحر والبيئة الكويتية لافتا الى المشاهد التي تابعها الحضور ومنها مشهد القفال وعودة رحلات الغوص وهي مشاهد ومفردات تربط اهل الخليج كونها موجودة لدى الشعب القطري مايؤكد ان خليجنا واحد.
وقال ان مهرجان يوم البحار عكس عمق الارتباط بالبحر وهو باكورة انطلاق فعاليات الكويت عاصمة للثقافة العربية والاعلام العربي وهي فعاليات ممتدة حتى شهرديسمبر عبر 98 فعالية تخدم جميع شرائح المجتمع.
وقالت سهام سعد العازمي مدير مكتبة الكويت الوطنية بالمجلس الوطني لـ"الشرق" إن البدء بمهرجان يوم البحار تأكيد على استراتيجية وزارة الاعلام والمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب.
وأضافت ان الفعاليات ستعكس الهوية الكويتية والخليجية والتراث الكويتي الغني والزاخر بالعديد من الوان الثقافة والفنون الشعبية وتترجم هذه الهوية الوطنية بمختلف اطيافها.
وقالت إن الكويت عاصمة للثقافة العربية ستم العديد من التظاهرات والانشطة على مدار العام مؤكدة ان البعد العربي حاضر في الفعاليات حيث تم التنسيق مع العديد من الدول الشقيقة الخليجية والعربية والاجنبية الصديقة لتنظيم انشطة عديدة تحت مظلة الكويت عاصمة للثقافة العربية والاعلام العربي.
وقالت ان انطلاق الفعاليات من التراث البحري تذكير للأجيال الجديدة التي لم تشهد معاناة الاجداد الذين كانوا يعتمدون على البحر كمصدر رزق ولمة العيش للمواطن الكويتي قديما فقد كانت رحلة الغوص شاقة ولكنها اثبتت للشعب الكويتي شجاعته في البحث عن لقمة العيش.
وتستضيف قرية يوم البحار جانبا من الفعاليات وهي مكان يرمز إلى تراث الكويت البحري وتاريخها العريق، وأصبحت القرية معلما مهما ومتنفسا لكثير من المهتمين بتراث الكويت عبر إحياء الموروث الثقافي والقرية افتتحت عام 1986 بمساحة واسعة على شواطئ الكويت عبر بناء بعض المحلات بمواد أولية بسيطة مُستخدمة سابقا، وعرض كل ما يتعلق بتاريخ البلاد وموروثها الثقافي.
وتضم قرية يوم البحّار نحو 20 محلا تراثيا تعرض الأعمال الحرفية التراثية والمشغولات اليدوية والتحف الخشبية، بالإضافة إلى محلات خاصة بأعمال السدو (أحد أنواع النسيج المُطرز البدوي التقليدي الذي ينتشر في الخليج) والأواني القديمة والألبسة الشعبية.
وعملت نساء الكويت قديما في مهن كثيرة جسدتها قرية يوم البحار وهي مهن لكسب الرزق انتظارا للقفال وعودة الرجال من البحر ومن تلك المهن الحرف اليدوية التراثية ومنها حرفة السدو او حياكة الصوف وهي حرفة تشكل جزءا اساسيا من التراث الشعبي والثقافي لدولة الكويت وقطر وهي تتشابه بل وتتطابق مع تراث دولة قطر تأكيدا وتجسيدا لمقولة "خليجنا واحد" ومنها مهنة "سف الخوص " وارتبطت قديما بتوافر المواد الاولية والخامات الداخلة في منتجاتها كالعشب وليف وسعف النخيل وكانت تقوم على تضفير الألياف او نسجها او جدلها في اشكال مختلفة من دون استخدام اي آلات ، ومنها مهنة غزل الصوف وارتبطت بتربية الإبل والغنم والماعز حيث كان البدو يقومون بقص الصوف وغسله بماء البحر وغزله وكانت تصنع منه المفارش وعتاد الإبل وبيت الشعر الذي كان يستغرق صنعه اكثر من 5 أشهر وأصبحت قرية يوم البحار التي انطلقت منها الاحتفالات رمزا للاحتفال بيوم البحّار الكويتي؛وهي المهنة التي كان يعمل فيها كثير من الكويتيين تاريخيا.
وتجول الحضور في القرية وأزقتها ودروبها التي تشبه الى حد كبير سوق واقف كمجمع للتراث احياء لتلك الحقبة من التاريخ الغني رغم محدودية الموارد لكن الهمة والشجاعة كانا الزاد لمواجهة التحديات ودخول البحر بحثا عن اللؤلؤ
وقدمت طالبات المدارس عرض القفال بأهازيج تراثية توثقها وزارة الاعلام والقطاع الثقافي ليتوارثه الاجيال كما تابع الحضور عرض السفن الخشبية القديمة على انغام الاغاني التراثية وايقاعها المستخدم في الابتهال والعمل والتي مازالت محفوظة عند الفرق الشعبية العريقة الى جانب عروض الحرف القديمة والعادات والتقاليد، كما تضم القرية التراثية متحفا مفتوحا للسفن الخشبية القديمة مع شرح وعرض حي لأنواعها وكيفية بنائها وصيانتها.
وشهد ضيوف الاحتفال عرضا مسرحيا بعنوان “محيط الأرض” "محيط الأرض " وهو عرض يستحضر التاريخ ويتطلع للمستقبل وجاء تجسيدا لرسالة الفن الحضارية في تقديم الأحداث التاريخية برؤية مبتكرة تجمع بين عبق الماضي وتطلعات المستقبل
الاحتفالات تعكس اهتمام الكويت بالحفاظ على التراث الوطني ومواكبة التحديات الثقافية المستقبلية ببصمات تؤكد تعزيز الحركة الثقافية في الدولة الخليجية الاي لطالما حملت مشعل الثقافة العربية بمطبوعاتها الرائدة التي تربت عليها اجيال من المثقفين العرب.
ويجيء هذا الحدث الثقافي والاعلامي تتويجاً للإرث الغني لدولة الكويت ودورها الريادي كمنارة للثقافة والتنوير، ومنصة حاضنة للإبداع والمبدعين في العالم العربي. ويعكس المكانة العالية، في عالم الثقافة والإبداع، واعتراف من المجتمع الدولي، بمقومات البلاد الثقافية والسجل الحضاري.
الدور الريادي الثقافي في العالم العربي يعود من جديد من خلال تنصيبها عاصمة للثقافة العربية والاعلام العربي 2025 مايؤكد المنارة الكبيرة للكويت التي عرفتها الاجيال العربية من خلال مجلات الكويت وسلسلة عالم المعرفة وغيرها من المنابر الثقافية التي دعمتها دولة الكويت لتظل زاخرة بالإرث الثقافي والحضاري وملتقى للحضارات ومركزا لإثراء الحياة الفكرية والثقافية في محيطها العربي والخليجي .
مساحة إعلانية
إقرأ المزيد