وزارة الثقافة تقيم ندوة حول تأثير الحضارة الإسلامية في العالم
الشرق -
ثقافة وفنون

0

17 فبراير 2025 , 11:42م

الدوحة - قنا

نظمت وزارة الثقافة، اليوم، ندوة "كيف نفهم تأثير الحضارة الإسلامية في العالم اليوم"، وذلك ضمن فعاليات النسخة الرابعة من موسم الندوات، بالشراكة مع جامعة قطر، حيث شهدت الندوة حضورا كبيرا من المثقفين والأكاديميين الذي ساهموا في إثرائها بالمداخلات القيمة.

وسلطت الندوة التي حاضر فيها الدكتور روي كاساغراندا الأكاديمي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة تكساس بالولايات المتحدة، الضوء على الإسهامات الكبرى التي قدمتها الحضارة الإسلامية في مجالات العلوم والفكر الإنساني، ودورها المحوري في تشكيل مسار التقدم البشري.

وقال الدكتور كاساغراندا إن الحضارة الإسلامية لعبت دورا محوريا في حفظ وتطوير العلوم والفكر إضافة إلى الإسهامات الجليلة والمبتكرة في العديد من المجالات، من خلال علماء المسلمين في العصر الذهبي للإسلام الذي امتد من عام 750م إلى 1258م، معرجا على إسهامات هؤلاء العلماء في تطوير العلوم الحديثة والمعاصرة.

وأضاف أن الحضارة الإسلامية شهدت تطورا كبيرا في مجال الرياضيات، من خلال علماء مثل محمد بن موسى الخوارزمي، أحد أبرز العلماء في تاريخ الرياضيات والفلك والمعلوماتية، وهو مؤسس علم الجبر وأسهم في تطوير علوم الهندسة وعلم المثلثات، ووضع الأسس للعديد من المفاهيم الرياضية الحديثة، مشددا على أن الحضارة الإسلامية تركت بصمات واضحة في شتى جوانب الحياة، ولا يزال تأثيرها ممتدا إلى يومنا هذا، منوها باهتمام الحضارة الإسلامية بعلم الفلك، فتم ببناء المراصد الفلكية، وتطويرها واكتشاف العديد من النجوم والكواكب.

وتابع الأكاديمي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة تكساس في أوستن بأمريكا أن الفيلسوف والقاضي المسلم أبي نصر الفارابي، قد شغل الفلسفة الكونية بأفكاره العميقة، فكان أثره بارزا في الفكر والفلسفة الغربية، حتى إنه لقب بالمعلم الثاني بعد أرسطو.

واستعرض الدكتور كاساغراندا إسهامات الحضارة الإسلامية الكبيرة في مجالات العلوم والطب، خلال العصور الوسطى، مؤكدا أن تأثيرها لا يزال واضحا حتى اليوم، فلا تزال العديد من المصطلحات الطبية المستخدمة اليوم أصولها عربية، كما لا يزال العديد من التقنيات الجراحية المستخدمة حتى يومنا هذا مستوحاة من التقنيات الجراحية التي طورها المسلمون، مثل خياطة الجروح.

وتطرق المحاضر للسيرة العلمية للطبيب والفيلسوف المسلم الأكثر شهرة وتأثيرا في العصور الوسطى، الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي المشهور بـ "ابن سينا" والملقب بـ "أبو الطب"، والذي ترك تراثا ضخما من المؤلفات المحفوظة في مكتبات الشرق والغرب، وترجمت إلى اللاتينية في أيامه، والفرنسية والصينية والأيرلندية مؤخرا، مشيدا بكتابه "الشفاء" الموسوعة الفلسفية والعلمية واسعة النطاق، وكتاب "القانون في الطب" وهو من أشهر الكتب في تاريخ الطب.

كما تطرق إلى جهود العالم العربي ابن الهيثم وهو أبو علي محمد بن الحسن بن الحسين البصري، المولود في مدينة البصرة ويعد عالما موسوعيا برز في علوم البصريات والفيزياء والهندسة وعلم الأعداد والحساب والفلك والفلسفة والمنطق والطب، وله مصنفات في كل هذه العلوم.

وأوضح أن ابن الهيثم نبغ في علم البصريات وطوره تطويرا جذريا، ويعد كتابه "المناظر" ثورة في عالم البصريات، بعدما توصل إلى نظريات جديدة أصبحت نواة علم البصريات الحديث، كما بحث في قوة التكبير في العدسات مما جعله المبدع الرائد لفكرة أول نظارة في العالم.

وردا على سؤال حول إنكار الغرب لدور الحضارة الإسلامية على العالم الغربي، أوضح الدكتور كاساغراندا أن تأثير الحضارة الإسلامية على الغرب حقيقة تاريخية لا يمكن إنكارها ولا تقبل الجدل، وقد ترجم هذا التأثير في مختلف جوانب الحياة، وذلك خلال فترة ازدهار الحضارة الإسلامية "العصر الذهبي للإسلام" من منتصف القرن الثامن الميلادي حتى القرن الخامس عشر الميلادي، والذي شمل مناطق واسعة من العالم الإسلامي.

جدير بالذكر أن وزارة الثقافة تنظم غدا ندوة بعنوان "التغيرات والتحولات الاجتماعية في المشرق العربي"، وذلك في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ويشارك فيها كل من: الدكتور مروان قبلان مدير وحدة الدراسات السياسية في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، والدكتور حارث حسن وهو باحث مشارك في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، والسيد عبدالعزيز الخاطر، وهو باحث وكاتب قطري.

ويتواصل موسم الندوات هذا العام حتى 25 فبراير الجاري، بالشراكة مع جامعة قطر والمركز العربي للدراسات، وبمشاركة نخبة من الخبراء والمثقفين والمفكرين والأكاديميين من داخل دولة قطر وخارجها، ويأتي ضمن جهودها المتواصلة ونهجها الراسخ في تأسيس منصة للحوار الثقافي والفكري الجاد والعميق حول أبرز القضايا الثقافية والمجتمعية.

اقرأ المزيد

مساحة إعلانية



إقرأ المزيد