موسم الندوات يرصد إسهامات الحضارة الإسلامية عالمياً
الشرق -
ثقافة وفنون

0 خلال فعالية حضرها حشد من المثقفين والأكاديميين والطلاب..

18 فبراير 2025 , 07:00ص

ناصر المالكي يقدم د. روي كاساغراندا

❖ طه عبدالرحمن

■ د. روي كاساغراندا: الحضارة الإسلامية لعبت دوراً محورياً في حفظ وتطوير العلوم والفكر

■ الحضارة الإسلامية أثرت التبادل الثقافي والمعرفي عبر العصور

■ تقنيات الجراحة في الغرب اليوم مستوحاة من علوم المسلمين

■ تأثير الحضارة الإسلامية على الغرب حقيقة تاريخية

واصلت وزارة الثقافة فعاليات موسم الندوات في موسمه الرابع، حيث أقيمت ندوة أمس بعنوان «كيف نفهم تأثير الحضارة الإسلامية في العالم اليوم»، في جامعة قطر، شارك فيها د. روي كاساغراندا الأكاديمي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة تكساس في أوستن، وأدارها السيد ناصر المالكي، رئيس قسم العلاقات العامة بوزارة الثقافة.

شهدت الندوة حضوراً لافتاً من المثقفين والأكاديميين وطلاب جامعة قطر الذي ساهموا في إثرائها بمداخلات بارزة، حيث سلطت الندوة الضوء على الإسهامات الكبرى التي قدمتها الحضارة الإسلامية في مجالات العلوم والفكر الإنساني، ودورها المحوري في تشكيل مسار التقدم البشري، واستفاد منها الغرب، فيما وصل إليه اليوم من تطور.

وسلط المحاضر الضوء على العصر الذهبي للحضارة الإسلامية، وما شهدته من بروز علماء موسوعيين قدموا إسهامات بارزة في مجالات مختلفة، فيما توقف المحاضر عند الأسباب التي أدت إلى تهميش الإنجازات العلمية والمعرفية والحياتية، وعدم الاحتفاء بها، بالشكل الذي تستحقه.

    - بصمة حضارية

كما تناول المحاضر الإسهامات الكبرى التي قدمتها الحضارة الإسلامية، ودورها المحوري في تشكيل مسار التقدم البشري، وسلطت الضوء على التأثير العميق للعلوم الإسلامية في النهضة الأوروبية والعالم، مما يعكس أهمية التبادل الثقافي والمعرفي في إثراء الحضارات عبر العصور.

وأكد كاساغراندا أن الحضارة الإسلامية تركت بصمات واضحة في شتى جوانب الحياة، ولا يزال تأثيرها ممتداً إلى اليوم، كما أنها اهتمت بعلم الفلك، وأنشأت المراصد الفلكية، وقامت بتطويرها واكتشاف العديد من النجوم والكواكب وتحديد أوقات الصلاة بدقة.

وشدد على أن الحضارة الإسلامية لعبت دوراً محورياً في حفظ وتطوير العلوم والفكر، وأنها شهدت إسهامات جليلة ومبتكرة في العديد من المجالات، من خلال العلماء المسلمين في العصر الذهبي للإسلام الذي امتد من عام 750م إلى 1258م، معرجا على إسهامات هؤلاء العلماء في تطوير العلوم الحديثة والمعاصرة.

وشدد على أن الحضارة الإسلامية ساهمت بشكل كبير في مجالات العلوم والطب، خلال العصور الوسطى، ولا يزال تأثيرها واضحاً حتى اليوم، كما لا تزال العديد من المصطلحات الطبية المستخدمة اليوم أصولها عربية، كما لا تزال العديد من التقنيات الجراحية المستخدمة حتى اليوم مستوحاة من التقنيات الجراحية التي طورها العلماء المسلمون.

    - إسهامات العلماء

وتوقف كاساغراندا عند إسهامات محمد بن موسى الخوارزمي، أحد أبرز العلماء في تاريخ الرياضيات والفلك والمعلوماتية، ووضعه أسس العديد من المفاهيم الرياضية الحديثة، فضلاً عن تأسيسه لعلم الجبر، وإسهاماته في تطوير علم الهندسة، لافتاً إلى أن الخوارزمي عرض أول حل منهجي للمعادلات الخطية والتربيعية في كتابه «حساب الجبر والمقابلة»، والذي يعد أهم كتبه.

كما توقف عند الفيلسوف والقاضي المسلم أبي نصر الفارابي، صاحب الأثر الكبير في الفلسفة الكونية بأفكاره العميقة، معرجاً على تأثر الفكر والفلسفة الغربية بإسهاماته، حتى أنه لقب بالمعلم الثاني بعد أرسطو.

وقال: إن الفارابي كان يعتقد بأن المدينة الفاضلة لا تكون ساكنة وغير قادرة على النمو والتحول، بل هي ديناميكية ومتحولة بمرور الزمن، فالمدينة الفاضلة تتحول من مجتمع صغير إلى مجتمع متوسط الحجم ثم إلى مجتمع كبير.

وتناول المحاضر إسهامات الحسين بن عبدالله بن الحسن بن علي المشهور بـ «ابن سينا» والملقب بأبو الطب، والذي ترك تراثا ضخما من المؤلفات المحفوظة في مكتبات الشرق والغرب، وترجمت إلى اللاتينية في أيامه، والفرنسية والصينية والأيرلندية مؤخرا، لافتاً إلى أن ابن سينا ساهم بكفاءته وعلمه النابغ في نهضة الحضارة الإسلامية وتقدمها وارتقائها، وقدم إنتاجاً علمياً لا يزال العالم يعتمد عليه حتى اليوم.

    - حقائق تاريخية

أثارت محاضرة د. روي كاساغراندا، نقاشاً واسعاً بين الحضور، إذ استفسر أحدهم عن أسباب إنكار الغرب لدور الحضارة الإسلامية على العالم الغربي، وهو ما رد عليه د. كاساغراندا بالتأكيد أن تأثير الحضارة الإسلامية على الغرب حقيقة تاريخية لا يمكن إنكارها ولا تقبل الجدل، وترجم هذا التأثير في مختلف جوانب الحياة، وذلك خلال فترة ازدهار الحضارة الإسلامية «العصر الذهبي للإسلام» من منتصف القرن الثامن الميلادي حتى القرن الخامس عشر الميلادي، والذي شمل مناطق واسعة من العالم الإسلامي.

    - تحولات المشرق

تنظم وزارة الثقافة اليوم ندوة بعنوان «التغيرات والتحولات الاجتماعية في المشرق العربي»، بمقر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وذلك ضمن فعاليات موسم الندوات.

يشارك في الندوة كل من د. مروان قبلان مدير وحدة الدراسات السياسية في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ود. حارث حسن باحث مشارك في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، والسيد عبدالعزيز الخاطر باحث وكاتب قطري.

ويتواصل موسم الندوات حتى 25 فبراير الجاري، بالشراكة مع جامعة قطر والمركز العربي للدراسات، وبمشاركة نخبة من الخبراء والمثقفين والمفكرين والأكاديميين من داخل وخارج دولة قطر، ويأتي ضمن جهود الوزارة في تأسيس منصة للحوار الثقافي والفكري الجاد والعميق حول أبرز القضايا الثقافية والمجتمعية.

اقرأ المزيد

مساحة إعلانية



إقرأ المزيد