الشرق - 2/19/2025 7:01:47 AM - GMT (+3 )

❖ طه عبدالرحمن
نظمت وزارة الثقافة أمس فعالية جديدة ضمن موسم الندوات، في نسخته الرابعة، والذي تنظمه بالشراكة مع جامعة قطر والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومعهد العالم العربي في باريس.
وأقيمت أمس ندوة بعنوان «التغيرات والتحولات الاجتماعية في المشرق العربي»، بمقر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، حضرها نخبة من الخبراء والمثقفين والمفكرين والأكاديميين والطلاب.
وشارك في الندوة كل من د. مروان قبلان مدير وحدة الدراسات السياسية في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ود. حارث حسن باحث مشارك في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، والسيد عبدالعزيز الخاطر باحث وكاتب قطري، وأدارتها الإعلامية إيمان الكعبي، مدير المركز الإعلامي القطري.
واستهلت الكعبي الندوة بالتأكيد أن المشرق العربي مر في السنوات الأخيرة بتحولات اجتماعية وسياسية وثقافية عميقة تفاعلت مع مجموعة من العوامل المحلية والإقليمية والعالمية، حيث تداخلت التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية مع بعضها البعض لتُنتج واقعًا جديدًا يتسم بالتنوع والاختلاف.
وقالت إن هذه التحولات ليست مجرد ردود فعل على ما تشهده منطقتنا من أحداث سياسية واقتصادية كبرى، بل هي نتيجة عملية تطور متشابكة بين الماضي والحاضر، بين التقاليد والحداثة، بما في ذلك التحولات في القيم والهويات الثقافية، فضلاً عن التطورات التكنولوجية التي أسهمت في إعادة تشكيل العلاقات الاجتماعية.
وتابعت: إن الناظر إلى طبيعة هذه التغيرات يجد أنها باتت أكثر تعقيدًا وتسارعًا، بما يعكس الأبعاد المتعددة للأزمات السياسية والاقتصادية وصولًا إلى التطورات التكنولوجية والثقافية، والتي أسهمت في إعادة تعريف الهويات الثقافية والاجتماعية في بعض المجتمعات، وتشكيل ملامح الأجيال الجديدة، وتأثيراتها العميقة على مفاهيم مثل الأسرة، والتعليم، والعمل، والعلاقات الاجتماعية.
ولفتت إيمان الكعبي إلى أن ذلك أثر في بعض المجتمعات ما أدى إلى إعادة تشكيل هوياتها الاجتماعية والثقافية وأنظمتها السياسية في مواجهة التحديات المستمرة في المنطقة، وأصبح جيل الشباب أكثر حضورا في الساحة السياسية والاجتماعية، وبات محركًا رئيسيًا للتغيير.
من جانبه، قدم د. مروان قبلان مداخلة بعنوان «المشرق العربي بعد سقوط الأسد: هل يلغي التغيير السوري مفاعيل الغزو الأمريكي للعراق؟»، واصفاً سقوط نظام الأسد بأنه أحد أبرز التغيرات التي شهدها القرن الأخير، لما له من تداعيات عديدة في المنطقة، وانعكاسات على ما تشهده من تحالفات.
وتوقف عند المحطات الخمس التي شهدها العالم خلال المائة سنة الماضية، ورأى أن سقوط نظام الأسد يأتي في مقدمتها، ومعها الحرب العالمية الأولى، ونكبة فلسطين، وما نتج عنها من ضياع لفلسطين، مما كان له العديد من التداعيات في المنطقة، في مقدتها الحروب العربية - «الإسرائيلية»، والتي كان آخرها العدوان على غزة، بالإضافة إلى الثورة الإيرانية في عام 1979، وما شهدته من انعكاسات، بينما حدد المحطة الرابعة في الغزو العراقي للكويت، فيما رأى أن المحطة الخامسة في هجمات تنظيم القاعدة في أمريكا عام 2001، وما نتج عنه من غزو أفغانستان، ثم العراق.
أما السيد عبدالعزيز الخاطر، فتناول أبرز التحولات في المجتمعات الخليجية في ظل التطورات الاقتصادية والسياسية، معتبراً وجود فجوة وجودية بين ما يعيشه أبناء دول الخليج العربية، وبين الجهاز المفاهيمي لديهم، بالحديث عن مفاهيم ثابتة، دون تحديد ماهيتها، أو دون فهم للواقع المحيط بها.
واعتبر أن الإنسان العربي والخليجي كان تقليدياً، ومع مرور تحول إلى مستهلك، وأن لديه العديد من المفاهيم أصبحت هاجساً لديه، مثل الحديث عن مفاهيم النصر والهزيمة والفتنة والهوية الوطنية، وتكراره الحديث عنها، دون وضع تعريف محدد لها، داعياً المؤسسات البحثية في الخليج والدول العربية إلى رصد هذه الفجوة، ومعرفة أسبابها، وكيفية علاجها.
وأشار إلى وجود حالة من عدم المعيارية، أصبحت هي المحرك للواقع، دون تأويله، مع غياب مؤسسات المجتمع المدني في العالم العربي، وعدم تدريس العديد من المناهج، لاسيما المتعلقة بعلم الاجتماع، داعياً في سياق آخر الشعراء إلى أن يكونوا نبض واقعهم.
أما د. حارث حسن، فجاءت مداخلته بعنوان «العراق، وإيران، وتحولات المشرق الراهنة»، وتحدث فيها عن الأوضاع الداخلية في العراق، وما يشهده من تطورات، وانعكاسات، نتيجة التطورات الإقليمية والدولية، داعياً إياه إلى عدم تركيز إيراداته على النفط، حتى لا يصبح أسيراً للسوق العالمية.
- ندوة اليوم
يواصل موسم الندوات اليوم، فعالياته، حيث تشهد جامعة قطر، ندوة بعنوان «القيم الإنسانية وتحديات العلاقات الحضارية المعاصرة»، تركز على القيم الإنسانية في تعزيز التفاهم والتعايش بين الشعوب، من خلال مداخلات، تستعرض البعد الأخلاقي في العلاقات الدولية، ودور الإسلام والأديان المختلفة في تأسيس القيم الإنسانية، وأهمية الحوار بين الشمال والجنوب، لإرساء علاقات حضارية، قائمة على السلم والعدل.
مساحة إعلانية
إقرأ المزيد