الشرق - 4/20/2025 7:04:09 AM - GMT (+3 )
❖ طه عبدالرحمن
يُختتم في المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا اليوم معرض "ولكنها لم تكتمل" للفنانة وسام رضوان، والذي افتتحته كتارا قبل 10 أيام، بحضور نخبة من الفنانين والمهتمين، وضم 52 لوحة و9 أعمال فنية سعت من خلالها الفنانة اصطحاب الزوار في رحلة بصرية تأرجحت بين الضوء والظل، وبين الماضي والحاضر، وبين ما يمكن رؤيته وما يبقى طيّ الخيال.
وتنوعت أعمال المعرض بين اللوحات، والأطباق الفخارية، والمكعبات، و"كتاب الفنان"، في توظيف بصري متكامل لتقنيات معاصرة تخاطب الوجدان والذاكرة، وقدمت تجربة فنية، تقاطعت فيها تقنية الكولاج مع الحفر الطباعي، حيث استحضرت الفنانة عبر أعمالها ملامح من ذاكرتها وحنينها إلى أماكن وأشخاص غادروا، لكنها تحتفظ بهم في نسيج اللوحة وأوراقها المهملة. وحرصت "الشرق" على رصد انطباعات زائري المعرض، عما حمله من فكرة جديدة، وتنوعاً، جعله معرضاً يخرج عن الإطار التقليدي، بما يسهم بدوره في إثراء حركة الفن التشكيلي القطري.
ووصف الفنان التشكيلي سلمان المالك، المعرض بأنه يضم أعمالاً تحمل فكرة ومضموناً، تعكس احتراف صاحبته للفن التشكيلي، ما يجعله مشروعاً ثقافياً، أكثر منه مشروعاً فنياً، كونه يتصدى لحالات فنية، لافتا إلى تجارب الفنانة وسام رضوان العديدة مع الورق، بكل ما تحمله التجربة من خبرة وتضاد وعراك مع الورق، استطاعت أن توظفه من خلال الكولاج، في هذا المعرض. وأكد أن الجمهور كان على موعد مع زيارة هذا المعرض، على مدى 10 أيام، بكل ما يمثله المعرض من تجارب وخبرات فنية هائلة، لدى الفنانة وسام رضوان، ما جعله معرضاً يخرج عن المألوف، ليحمل طابعاً متميزاً على صعيد الشكل والمضمون، ما يعكس أن الحالة الفنية في قطر بخير، تبرز حالة من الجمال الفني، بكل ما يحمله من مضمون ثقافي، معرباً عن أمله في أن يكون المعرض حافزاً لإنتاج المزيد من هذه النوعية من الأعمال الفنية، والتي تشجع أصحاب المبادرات الجديدة، لخوض تجارب نوعية، وغير تقليدية. وبدوره، قال الفنان التشكيلي أحمد البحراني إن المعرض من المعارض المميزة، وإنه يستحق هذا الوصف، سواء من طريقة سيناريوهات عرض أعماله، أو الأعمال الفنية ذاتها، والتي تعتبر نوعية بامتياز، ما يجعلها تثري المشهد التشكيلي القطري والعربي في آن.
ويتابع: إن الأعمال الفنية المعروضة تعكس احتراف الفنانة، وتضع نفسها والجميع أمام سؤال: ماذا بعد هذا المعرض، لما يتسم به من أعمال متقدمة للغاية، تخرج عن النمطية والتقليد، كونه معرضاً متطوراً ومتقدماً، استطاعت من خلالها الفنانة أن تقدم وجبة بصرية رائعة، تشبع العقول والعيون. أما الفنان والناقد وصفي الحديدي، فقال: إنه على سطح اللوحة، تعزف الفنانة وسام أغنيات على إيقاع الحنين، كأنها تحاول استعادة ما لا يُستعاد، وترميم ما لم يكتمل.
وبدورها، قالت الفنانة وسام رضوان، "إن المعرض يبحث عن نغم مفقود منذ زمن، يختزل الزمن الضائع، بعيداً عن الأسطح المنمقة والتفاصيل القياسية، كما تعكس أعمال المعرض توق الانسان للكمال وهو ما لا يتحقق ويبقى الانسان في سعي متواصل نحو تقديم الافضل والأكمل".
ووجهت الشكر إلى كتارا ومركز الفنون البصرية بوزارة الثقافة على دعمهما المتواصل، لإنجاز هذا المعرض، ودورهما في إثراء مسيرة الفن التشكيلي القطري والعربي.
مساحة إعلانية
إقرأ المزيد