الشرق - 5/12/2025 7:01:15 AM - GMT (+3 )
❖ متابعة: طه عبدالرحمن وهاجر بوغانمي
أكد السيد إبراهيم البوهاشم السيد، مدير عام دار الكتب القطرية، أن مشاركة الدار في معرض الدوحة الدولي للكتاب، تأتي هذا العام بزخمٍ خاص، وأن التحضيرات بدأت قبل شهرين من انطلاق المعرض، حرصًا على تقديم مشاركة نوعية تعكس قيمة دار الكتب ومكانتها في المشهد الثقافي القطري.
وأوضح أن جناح الدار في معرض الكتاب، يضم مجموعة من المخطوطات النادرة والكتب التي طُبعت على نفقة حكام قطر، بدءًا من الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني، رحمه الله، مؤسس دار الكتب القطرية، مرورًا بالشيخ أحمد بن علي، ثم سمو الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، وصولًا إلى صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، حفظه الله.
ولفت إلى أن هذه الكتب التي تم طباعتها على نفقة الدولة، تشكّل جزءًا من ذاكرة قطر الثقافية، وتم اختيار بعضها للعرض ضمن جناح الدار هذا العام، تقديرًا لقيمتها التاريخية والفكرية.
وأضاف أن من أبرز المعروضات في الجناح عدد من المصاحف الشريفة المخطوطة، بعضها مذهّب ويعود إلى قرون سابقة، إلى جانب ديوان المتنبي المخطوط الذي يعود للقرن السابع الهجري، فضلًا عن كتب نادرة أخرى تتوزع بين الآداب والعلوم والفكر الديني، كلها تشهد على عراقة التراث المكتبي القطري وثرائه.
وأعلن إبراهيم السيد عن إطلاق مبادرة “عضوية أصدقاء دار الكتب القطرية” خلال المعرض، والتي تتيح لأي مقيم في قطر يحمل البطاقة الشخصية الانضمام إليها. وتهدف هذه المبادرة إلى توسيع دائرة التفاعل بين الدار والمجتمع، حيث سيتمكن الأعضاء من الاستفادة من خدمات الإعارة، والمشاركة في الورش والفعاليات الثقافية، والاطلاع على بعض المخطوطات النادرة غير المعروضة عادة للجمهور، إضافة إلى دعوات خاصة للنشاطات والفعاليات التي تنظمها الدار على مدار العام.
وأشار الاستاذ إبراهيم السيد إلى أن مفهوم العضوية لا يقتصر على استعارة الكتب، بل يتجاوز ذلك إلى جعل العضو صديقًا فعليًا للدار، كما سيتمكن الأعضاء من اقتناء بعض الهدايا التذكارية التي تحمل شعار دار الكتب، على غرار ما تقدمه المكتبات الكبرى عالميًا مثل المكتبة البريطانية.
وأوضح أن الدار تحتفظ بأرشيف ضخم من الدوريات والصحف والمجلات القطرية والعربية، وأن بعض هذه المواد تعرضت للتلف نتيجة تقادم الزمن، ما استدعى اللجوء إلى شركات متخصصة في الترميم الميكروفيلمي، بالتعاون مع خبراء من مصر ولبنان، لإعادة ترميمها وحفظها بصيغ قابلة للاستخدام الأكاديمي والبحثي.
كما أشار إلى أن دار الكتب تُعد من أوائل الجهات في منطقة الخليج التي طبّقت نظام الإيداع القانوني منذ أوائل الثمانينيات، حيث يلتزم كل من ينشر كتابًا في قطر بإيداع خمس نسخ منه في الدار. وتحصل هذه الكتب على رقم إيداع محلي، إضافة إلى رقم إيداع دولي، مما يعزز من توثيق الإنتاج الفكري الوطني ويدعمه بالمعايير العالمية.
وأكد السيد إبراهيم أن دور دار الكتب لم يعد يقتصر على حفظ الكتب والإعارة فقط، بل أصبحت المؤسسة حاضنة للتفاعل المجتمعي، ومنصة تعليمية وثقافية متجددة. مشيرا الى أن الجهود مستمرة لتطوير بنيتها التحتية، وتوسيع رقعة الخدمات، وإطلاق مبادرات جديدة تواكب روح العصر، مع الحفاظ على إرثها العريق الذي يمتد لأكثر من 63 عامًا.
- الجناح السعودي يبرز جهود المملكة في خدمة القرآن ونشر قيم الوسطية
تُشارك وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ممثلةً بالأمانة العامة للمعارض والمؤتمرات، ضمن جناح المملكة العربية السعودية في معرض الدوحة الدولي للكتاب.
وتقدّم الوزارة من خلال ركنها في المعرض صورة حيّة لجهود المملكة في خدمة القرآن الكريم ونشر قيم الوسطية والاعتدال، حيث يستعرض الركن إصدارات مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، متضمنًا نسخًا من المصحف الشريف بمختلف الأحجام، وترجمات معانيه إلى أكثر من 77 لغة عالمية، إلى جانب عرض تعريفي تفصيلي لآلية طباعة المصحف الشريف والمراحل التقنية الحديثة التي يمر بها داخل المجمع، بهدف تعريف الزوار بعناية المملكة بكتاب الله وحرصها على نشره في جميع أنحاء العالم.
كما يضم الركن عددًا من التطبيقات التقنية الحديثة التي تسهم في ربط المحتوى الشرعي بالوسائل الرقمية التفاعلية، من بينها تطبيق “الاستشهاد الصحيح” الذي يهدف إلى تعظيم نصوص الكتاب والسنة بضبط كتابتها من خلال قواعد بيانات موثوقة، وتطبيق “تعليم مناسك الحج والعمرة ثلاثي الأبعاد متعدد اللغات ” ويهدف إلى مساعدة الحجاج والمعتمرين على أداء المناسك على الوجه الصحيح، إلى جانب عرض مخطوطات إسلامية نادرة من مكتبة مكة المكرمة، تعود لعدد من العلماء والفقهاء والأدباء واللغويين.
ويُقدّم ركن الشؤون الإسلامية أكثر من 10 آلاف نسخة من المصحف الشريف بمختلف الأحجام وترجمات معانيه هديةً لزوار المعرض طيلة أيامه، ضمن مبادرة تجسّد حرص المملكة على نشر كتاب الله وتيسير وصوله للمسلمين بلغاتهم المختلفة.
- تدشين كتاب «العمارة والعمران في قطر المعاصرة»
في إطار فعاليات معرض الدوحة الدولي للكتاب، دشنت وزارة الثقافة ودار نشر جامعة قطر الكتاب الجديد المعنون: «العمارة والعمران في قطر المعاصرة التوجهات الإبداعية والقضايا النقدية» وذلك في حضور المؤلف د.علي عبد الرءوف.
يهدف الكتاب إلى تقديم تحليل للأطروحات الإبداعية ورصد للقضايا النقدية التي تنبع من المراقبة المتأملة لمراحل تطور العمارة والعمران في قطر، وخاصة مدينه الدوحة منذ منتصف القرن الماضي وحتى اليوم. ويوضح مسار تنمية المدينة ليس فقط بالتسلسل الزمني، ولكن كفرصة لتحليل العوامل المحلية والإقليمية والعالمية التي أثرت على تطور المدينة في أكثر من سته عقود.
ويروي الكتاب بصورة تحليلية ونقدية قصة التنمية العمرانية في قطر. ويتتبع تطور العاصمة الدوحة من الخمسينيات بعد نقل شحنات النفط من الدوحة وبدأت عوائد النفط في تغيير المدينة. لذلك يفسر الكتاب التحولات المورفولوجية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية في المدينة والدولة، وخاصة التحول من الاقتصاد القائم على النفط إلى اقتصاد المعرفة. كما يهدف هذا الكتاب إلى تقديم تحليل نقدي لتحولات عمرانية ومعمارية غير مسبوقة في الخليج عامة، ودولة قطر خاصة.
مساحة إعلانية
إقرأ المزيد