الفنانة التشكيلية د. جميلة آل شريم لـ "الشرق": «كيف ترى؟».. يعكس تناغماً ثقافياً بين قطر وفرنسا
الشرق -
ثقافة وفنون

0 خلال معرض نظمته مدرسة «فولتير»..

03 يونيو 2025 , 07:00ص

❖ طه عبدالرحمن

على مدى شهرين، تحولت مدرسة «فولتير»، إلى ما يشبه ورشة عمل فنية، لإنجاز معرض «كيف ترى؟»، بمشاركة 64 تلميذاً وتلميذة، أنتجوا الفترة 360 عملاً فنياً متنوعاً، بإشراف وتدريب الفنانة التشكيلية الدكتورة جميلة آل شريم.

وتصف د. جميلة آل شريم، في حديثها لـ ، المعرض، الذي تم افتتاحه أول أمس، بأنه «فني تعليمي يحتفي برحلة استكشاف بصري خاضها التلاميذ من خلال التاريخ والعلم والفن، حيث استلهم المشروع جذوره من العالم العربي الإسلامي الحسن ابن الهيثم، رائد علم البصريات، وانطلق في رؤيته من مقولة ليوناردو دافنشي: تعلّم كيف ترى، لتدرك أن الأشياء كلها متصلة ببعضها البعض». 

وتقول: إنه من هذا المنطلق، يصبح النظر أداة للتأمل والحوار، ويغدو الفن وسيلة للانغماس في التجربة والمعرفة، وحرصت على تحويل هذه التجربة إلى فعل جماعي نابض بالحياة، مزج فيه الطلاب بين المواد الطبيعية والمعاد تدويرها، وبين تقنيات فنية كالرسم، والكولاج، والطباعة اليدوية، مستكشفين رموزاً بصرية متنوعة. 

وتتابع: إن الحرف العربي برز في أعمال الطلاب كعنصر جمالي وهوية بصرية، ما يعبر عن وعيهم وابتكارهم الطفولي، ما يجعله معرضاً ينبض بالحوار بين الأجيال والثقافات، ويعكس الانسجام الإبداعي بين التلاميذ والفن، وبين الثقافتين القطرية والفرنسية، ليشكل فضاءً مشتركاً للتعلّم، ويمهّد لمسار من الوعي الفني والثقافي في حياة التلاميذ المدرسية. 

وتصف د. جميلة آل شريم تفاعل الطلاب بأنه كان لافتاً، إذ لم يقتصر الأمر على إنتاج أعمال فنية، بل كانت تجربة حسية وفكرية دفعتهم للتأمل وطرح أسئلة حول الرؤية والمعنى والهوية، وأظهروا حماسة كبيرة، وفضولًا حقيقيًا، وعبّروا عن ذلك بخامات متنوعة وأفكار نابعة من فهمهم لفكرة «كيف ترى؟».

- مواهب واعدة 

وتقول: إن كل عمل بالمعرض يحمل بصمة شخصية، ويمثّل لقاء بصريًا بين وطنَين، حيث تتداخل ألوان العلمين القطري والفرنسي في حوار بين الخط والدائرة كرمزين للهوية والانفتاح، بينما يستحضر الخيل في أعمالهم معنى الحرية والانطلاق، ما يجعلها تجربة تجمع بين الشرق والغرب، وبين التاريخ والمستقبل.

وتتابع د. جميلة آل شريم: إنه من خلال الورش برزت مواهب واعدة بين الطلاب، فبعضهم أظهر حسًا فنيًا عاليًا في استخدام اللون والتكوين، وآخرون عبّروا بأفكارهم بطريقة تتجاوز أعمارهم، خاصة في ربط الرؤية بالمفاهيم الفلسفية والعلمية للمعرض، ما يؤكد أنهم يمتلكون بذوراً فنية تحتاج إلى رعاية ومتابعة لتنمو وتزدهر.

وتلفت إلى أن تنمية مواهب الأطفال تشكل تحدياً، يفوق غيرهم من الكبار، «فالطفل يمتلك خيالاً خصبًا وطاقة فطرية، بحاجة إلى بيئة تشجيعية، وتوجيه يحافظ على عفويته، كما أن التحدي يكمن في فهم لغته البصرية، وفي بناء الثقة داخله ليعبّر بحرية، خاصة عندما يقدّم أفكارًا غير تقليدية أو جريئة». 

وتقول د. جميلة آل شريم: إن المعرض بمثابة تحقيق لحلمي الذي ناديت به منذ عام 2015، عبر مقالتي في جريدة  عن «أكاديمية الطفل الموهوب»، و«أين معارض الطفل؟». مشيدة في هذا السياق بتعاون مدرسة «فولتير»، ودعم مركز كتارا للفن.

- مسيرة المشروع 

ومن جانبها، تقول الأستاذة سميرة تسافوت، معلمة لغة فرنسية بالمدرسة القطرية – الفرنسية «فولتير»، إن المشروع شارك فيه 64 تلميذاً وتلميذة، تتراوح أعمارهم بين 4 إلى 6 سنوات، وذلك بقيادة الفنانة القطرية د. جميلة آل شريم. وتتابع: إن التلاميذ أنجزوا قرابة 360 عملاً فنياً متنوعاً، واستغرقت عملية التحضير شهرين، ضمت ورشا أسبوعية أشرفت عليها الفنانة، استخدم التلاميذ خلالها مواد طبيعية ومعاد تدويرها، واستكشفوا تقنيات فنية مختلفة. لافتة إلى أن هذه المبادرة تتماشى مع التوجهات التربوية الفرنسية التي تدعو إلى إدراج المسار الثقافي والفني في المناهج التعليمية بدءاً من عمر الثلاث سنوات، ووجدنا مع د. جميلة آل شريم فرصة مثالية لافتتاح هذا المسار الثقافي، عبر تجربة تفاعلية تجمع بين التراث العربي والرؤية البصرية الحديثة. 

ولا تستبعد تنظيم تجارب فنية مماثلة، لتناول مواد وأساليب وتقنيات مختلفة، لتظل المدرسة فضاءً مفتوحاً للتعلّم من خلال الفن، ومنح الطلاب فرصاً للتعبير والاكتشاف، بالتعاون مع فنانين آخرين.

اقرأ أيضاً
أخبار ذات صلة

مساحة إعلانية



إقرأ المزيد