د. مصطفى كوكصو: موقف سمو الأمير المبدئي والتاريخي يحظى بتقدير تركي عميق
الشرق -
[unable to retrieve full-text content]

أكد سعادة د. مصطفى كوكصو، سفير جمهورية تركيا الشقيقة لدى دولة قطر، أن أنقرة ستتذكر دوما تضامن الأشقاء في دولة قطر مع تركيا خلال محاولة انقلاب 15 يوليو الفاشلة، حيث كان حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أول زعيم في العالم يتصل بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإبداء الدعم، كما كان معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني من أوائل المسؤولين الأجانب الذين زاروا تركيا بعد محاولة الانقلاب.

وأكد سعادة السفير في مؤتمر صحفي بمناسبة الذكرى التاسعة لمحاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو، أن الموقف المبدئي والتاريخي لسمو الأمير حظي بتقدير عميق من قبل الدولة التركية وشعبها، حيث لم يعكس هذا الموقف لفتة دبلوماسية فحسب، بل جسّد أيضا متانة الروابط الأخوية الراسخة والشراكة الاستراتيجية بين البلدين، مشيرا إلى أن تركيا تواصل تقديرها للدعم الذي قدمته لها قطر، خلال وبعد، اللحظات الأكثر أهمية في تاريخها الحديث.
وأضاف: لقد تجاوزت تركيا وقطر معا، العديد من التحديات خلال السنوات الأخيرة، حيث لم يتردد البلدان الشقيقان، في مد يد العون والمساندة لبعضهما البعض، خلال الأزمات التي مرت بهما، مؤكدا أن هذا التضامن المتبادل بين الشعبين يظل حجر الأساس في العلاقات الثنائية النموذجية والروابط الراسخة التي ننعم بها اليوم.

وقال سعادة السفير إن العلاقات التركية القطرية التي احتفلت بالذكرى الخمسين لتأسيسها في عام 2023، تعد نموذجا لعلاقات ثنائية تتطور بسرعة في جميع المجالات، وتكتسب طابعا استراتيجيا قائما على الثقة المتبادلة.
وأعرب عن اعتزازه بالروابط الأخوية بين الشعبين، مؤكدا الثقة في أن الإرادة السياسية المشتركة لدى قيادتي البلدين ستقود التعاون بين البلدين إلى مستويات أرفع.







وقال إن اللجنة الاستراتيجية العليا التي أنشئت في عام 2014، باتت حجر الأساس لتعزيز التعاون، وهي تضفي الطابع المؤسسي على الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، حيث تم من خلالها توقيع 117 اتفاقية حتى الآن تشمل مجالات واسعة مثل الدفاع، والتجارة، والاستثمار، والطاقة، والثقافة، والتعليم.
وقال إن قطر وتركيا تجمعهما رؤى متقاربة في السياسة الخارجية، خاصة في المناطق التي تشهد أزمات إنسانية واضطرابات سياسية، مثل غزة وسوريا والصومال وليبيا، حيث يعكس هذا التوافق التزاما مشتركا بسياسة خارجية مبدئية قائمة على السلام الإقليمي، والتعاون، وحماية أرواح المدنيين، موضحا أن البلدين 
قادا مبادرات دبلوماسية وإنسانية وتنموية متكاملة تهدف إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي، ودعم الحكومات الشرعية، والاستجابة للاحتياجات الإنسانية الملحة.
وأعرب سعادة السفير عن تقدير تركيا لوساطة دولة قطر بقيادة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، البارزة وجهودها الناجحة الرامية إلى ضمان وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة، وتقديم مساعدات كبيرة لمعالجة الكارثة الانسانية هناك. وأشار إلى الجهود المشتركة التي بذلتها تركيا بالتعاون مع دولة قطر للحفاظ على استقرار سوريا من خلال دعم الحكومة الجديدة والتوسط لدى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لرفع العقوبات.


- ما بعد الانقلاب
وحيّا سعادة السفير الذكرى التاسعة التي تأتي لتجديد التزام الأمة التركية الثابت بقيم الديمقراطية، والنظام الدستوري، والوحدة الوطنية. وقال إن تركيا خرجت أقوى على الصعيدين المحلي والدولي مما كانت عليه قبل الانقلاب كما أثبتت مؤسسات الدولة صمودها، وحوّلت وحدة الشعب التركي ليلة الخيانة، إلى رمز للشجاعة الوطنية ونصر تركيا.

وأضاف: «واصل الاقتصاد التركي نموه، وهو يُعد من بين أكبر 20 اقتصاداً في العالم، وحطمت الصادرات الرقم القياسي، حيث بلغت 262 مليار دولار في عام 2024، ويتوقع أن تتجاوز 270 مليار دولار في هذا العام. كما عززت تركيا حوكمتها الديمقراطية، وطورت صناعتها الدفاعية، ووسعت نطاق المساعدات الإنسانية العالمية، وأصبحت لاعباً رئيسياً في الدبلوماسية الإقليمية، رغم التحديات التي واجهت تركيا في العقد الماضي، بالإضافة إلى محاولة الانقلاب الفاشلة، مثل جائحة كوفيد، وكارثة زلزال 6 فبراير 2023 التي أثرت بشكل مباشر على أكثر من 14 مليون شخص في 11 مدينة، وتجاوزت أضرارها 100 مليار دولار».

وأكد أن تركيا قطعت شوطا كبيرا في تعزيز قدراتها الدفاعية، ورسخت مكانتها كلاعب رئيسي في قطاع الدفاع العالمي من خلال شركات الدفاع التركية، مشيرا إلى استحواذ تركيا على 65% من سوق الطائرات بدون طيار العالمية. وأضاف «وكما صرّح فخامة الرئيس أردوغان مؤخرا، فإن من بين كل ثلاث طائرات بدون طيار تُباع عالميا، تُصنّع اثنتان منها شركات تركية».

وأشار إلى أن أبرز الإنجازات في الصناعات الدفاعية تشمل تطوير طائرات مسيرة محلية الصنع (بيرقدار TB2، وطائرة بايكار القتالية الجديدة بدون طيار بيرقدار TB3، وأنكا)، ومركبات مدرعة (كيربي، وإيدر يالتشين)، ودبابات (ألتاي)، وسفن هجومية برمائية (TCG Anadolu)، ومشروع طائرات مقاتلة من الجيل الخامس (KAAN)، وطائرة تدريب نفاثة متقدمة تفوق سرعة الصوت، وطائرة قتالية خفيفة (Hür Jet).
وقال إن تركيا بصفتها مركزا للطاقة ودولة عبور، تلعب دورا حيويا في أمن الطاقة العالمي، وتماشياً مع هدف تعزيز التنمية الاقتصادية والازدهار في المنطقة، تدعم بنشاط تطوير ممرات النقل في مختلف الاتجاهات،  حيث يُعدّ طريق التنمية الذي تشارك فيه قطر أحد أحدث المشاريع الجارية في هذا الشأن.


- الدبلوماسية التركية
وقال إن تركيا بقيادة الرئيس أردوغان، عززت دورها كوسيط في الدبلوماسية العالمية، حيث سهّلت محادثات السلام الرئيسية، وقادت الجهود لحل الأزمات الإقليمية والعالمية، مشيرا إلى دورها في رأب الصدع في العلاقات بين جمهورية الصومال الفيدرالية وجمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية، في 11 ديسمبر 2024، ووساطتها المحورية في مبادرة حبوب البحر الأسود في 2022، بالتعاون مع الأمم المتحدة. وكذلك دورها الحاسم كميسر للحوار طوال فترة الحرب الروسية الأوكرانية، إذ مكّنت الدبلوماسية التركية الوفدين الروسي والأوكراني من الاجتماع في إسطنبول لإجراء أول محادثات بينهما منذ أكثر من ثلاث سنوات من الحرب في 16 مايو 2025، وهو الاجتماع هو الثاني الذي يُجمع فيه الطرفان على طاولة المفاوضات منذ اجتماعهما الاول في منتدى أنطاليا الدبلوماسي عام 2022، والذي عُقد بعد وقت قصير من اندلاع الحرب.
وأشار إلى الجهود المشتركة التي بذلتها تركيا بالتعاون مع دولة قطر، للحفاظ على استقرار سوريا من خلال دعم الحكومة الجديدة والتوسط لدى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لرفع العقوبات.



إقرأ المزيد