الحر الشديد يزيد من معدلات الاكتئاب والأفكار الانتحارية خاصة لدى النساء
عربي ٢١ -
قالت دراسة علمية حديثة إن موجات الحرارة والجفاف وتراجع معدلات الأمطار ترتبط بارتفاع واضح في مستويات الاكتئاب والأفكار الانتحارية، خاصة لدى النساء في المناطق العشوائية والفقيرة.

وأوضحت الدراسة التي أعدها الباحث سيبريان موستيرت، أخصائي علم النفس وخبير اقتصاديات الصحة في جامعات دبلن وترينتي في أيرلندا وأغاخان في باكستان وكينيا، أن الأشخاص المقيمين في أحياء محرومة أو مناطق ريفية يعانون من تأثيرات مضاعفة لصدمات المناخ، خصوصا في ظل ضعف الخدمات الصحية وندرة المياه والغذاء.

وأجريت الدراسة بالشراكة مع معهد أبحاث المخ والعقل التابع لجامعة أغاخان، وتركزت على منطقة كيليفي الساحلية، إحدى أكثر المناطق فقرا في كينيا، والتي شهدت خلال السنوات الماضية موجات حادة من الجفاف والفيضانات وارتفاع درجات الحرارة.

وشملت الدراسة أكثر من 14 ألف امرأة، طُلب منهن الإجابة على استبيانات حول تأثير التغيرات المناخية على حالتهن النفسية، مع مقارنة البيانات بنتائج تقارير الأرصاد الجوية للفترات الزمنية ذاتها.

اظهار أخبار متعلقة

وأظهرت النتائج أن موجات الحرارة ارتبطت بزيادة الأفكار الانتحارية بنسبة 14.9 بالمئة، بينما أدى الجفاف إلى زيادتها بنسبة 36.7 في المئة، كما ساهم تراجع الأمطار في رفع معدلاتها بنسبة 28.7 في المئة. وبلغت هذه النسبة 48.3 في المئة عند اقتران التغيرات المناخية بارتفاع أسعار الغذاء.

وبحسب الدراسة، سجلت النساء في الأحياء العشوائية زيادة في أعراض الاكتئاب بنسبة 10.8 في المئة مقارنة بنظيراتهن في المناطق الريفية المستقرة، مما يعكس هشاشة هذه المجتمعات في مواجهة الأزمات البيئية والمعيشية.

ودعا موستيرت إلى إدماج دعم الصحة النفسية في استراتيجيات التصدي لتغير المناخ، مؤكدا أن التأثيرات النفسية والاقتصادية المرتبطة بالأزمات المناخية تهدد استقرار الأسر وتضعف قدرة المجتمعات على التكيف.

كما شدد على أهمية الاعتراف الرسمي من الحكومات بالصلة المباشرة بين المناخ والصحة العقلية، لضمان بناء مجتمعات أكثر صمودا في مواجهة التغيرات المقبلة.



إقرأ المزيد