الشرق - 11/25/2025 7:34:09 AM - GMT (+3 )
- هنادي الدرويش: المعرض يجمع بين أصالة الخزف وروح الماضي
- حميد القحطاني: الخزف المادة الأقرب لروح التراث
- وصفي الحديدي: الفنان يرتبط دائما بالعادات والتقاليد
- لينا لطفي: الخزف حرفة متأصلة في التراث القطري
- سارة عاطف: الموروث الشعبي في قلب المجتمع القطري
يُسدل الستار بعد غد، على المعرض الفني الجماعي «يوم السعد»، الذي ينظمه جاليري المرخية بالتعاون مع دار حصة للفنون، في مطافئ: مقر الفنانين.
ويضم المعرض أعمالًا لفنانين قطريين وعرب مقيمين، وهم: هيفاء الخزاعي، أحمد الحداد، أحمد السبيعي، حميد القحطاني، طلال القاسمي، مبارك المالك، عائشة العلي، منيرة المير، رقيّة المهندي، ريما أبو حسن، رُوى أُونسة، سارة عاطف عبد الله، لينا لطفي، نورة الملحم، وصفي الحديدي.
وأكد الفنانون المشاركون في المعرض، لـ "الشرق"، أن أعمالهم تستلهم الماضي وتعيد صياغته بلغة معاصرة، فضلاً عن الاحتفاء بثراء الجماليات الشعبية، وتوظيف عناصر التراث إلى مصادر للإبداع، للربط بين الأصالة والحداثة، لاسيما في «يوم السعد،» الذي تتحول فيه أدوات الزواج التقليدية إلى أعمال خزفية حديثة.
- إحياء التراث
وتقول الفنانة التشكيلية هنادي الدرويش، مؤسس دار حصة للفنون، إن المعرض وما يحمله من فرح، وبهجة، وبداية حياة جديدة مليئة بالخير، يعد محاولة لإحياء التراث وربط الماضي بالحاضر، لافتة إلى أن تنظيم المعرض الذي يجمع بين أصالة الخزف وروح العادات والتقاليد القديمة، يهدف إلى تسليط الضوء على هذا الفن العريق كجزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية، ونقله إلى الأجيال الجديدة قبل أن تطغى عليه مظاهر الحداثة والاندثار.
وتتابع: إن المعرض يهدف أيضاً لإبراز جماليات فن الخزف التقليدي، وتوثيق الحياة اليومية للمجتمعات القديمة، حيث لم يكن مجرد عنصر جمالي أو ديكوري، بل كان حاملاً لرموز ثقافية وقيم مجتمعية متجذّرة في الذاكرة الشعبية.
- روح التراث
وعن الدافع لاختيار الخزف كوسيط لإحياء الإرث القطري الأصيل في المعرض، يقول الفنان حميد القحطاني، إن الخزف جزء من تفاصيل حياتنا القديمة، كما أنه المادة الأقرب لروح التراث لأن الناس تربطها مباشرة بالبيت القطري القديم، وعندما أعمل على الطين أشعر أني أعود إلى هدوء وبساطة زمان، فالخزف لديه القدرة على إيصال الفكرة بشكل مباشر دون أن يفقد أصالته.
ويضيف أن الفنان يستطيع إحياء العادات والتقاليد من خلال تذكير الجمهور بمعناها، وليس بشرحها أو إعادة تمثيلها حرفياً، وعندما يتم ربط العمل الفني بإحساس أو موقف من التراث، فإن الناس تلقائياً تسترجع ذكريات وصور قديمة، ولذلك يجب تقديمها بطريقة يفهمها الجيل الحالي.
ويؤكد أنه إذا تم فهم التراث بشكل صحيح، فإنه يمكن استخلاص الجديد منه، دون أن يفقد أصالته، وأنه في المعرض تقديم قطع تحمل روح الأشياء اللي تربى عليها، لكن بأسلوب واضح يناسب الزمن الحالي، دون تكرار للماضي.
- إرث الأجداد
أما الفنان وصفي الحديدي، فيقول إن ما دفعني للمشاركة بالمعرض، هو علاقة الانسان وتمسكه بالأرض والتراب وإرث الأجداد وارتباطهم بالفخار الذي كان من الطين وشاهداً على الحياة اليومية والذي انتقل من كونه حاجة نفعية إلى صور فنية ذات قيمة ذاتية.
ويتابع: كان الفنان دوما ناقلاً للعادات والتقاليد ومرتبط في ذاكرته من نعومة أظافره، واستطاع في براعة وحنكة إخراج أعماله بصورة مميزة تحاكي الماضي والحاضر، وتسلط الضوء على تقاليد مجتمعه وعاداتهم. ويقول إنه من السهل ترجمة العادات والتقاليد بالرسم أو التصوير، إلا أن مادة الطين تحتاج إلى فكر وخيال ليخرج العمل بصورة تحاكي الماضي بأسلوب فني حديث.
- عراقة الماضي
وتقول الفنانة لينا لطفي، إن الفنان يعيد عرض العادات بشكل يناسب الزمن الحالي، فيعرّف الجيل الجديد عليها ويُبقيها حيّة بأسلوب فني معاصر، وأن أصعب شيء هو فهم الرموز بشكل صحيح وتقديمها دون مبالغة أو تغيير معناها، مع الاحتفاظ باللمسة الفنية الخاصة.
وتشدد على ضرورة تقدير التراث من جهة، وإضافة عناصر وأساليب حديثة من جهة أخرى، بحيث يظهر العمل بروح قديمة ولكن بشكل يناسب اليوم، مؤكدة أن اختيارها للخزف، جاء لأنه حرفة متأصلة في التراث القطري، ويسمح لها بإظهار الرموز القطرية بطريقة ملموسة وبسيطة تحافظ على روح الماضي.
- رسالة وفكرة
وتقول الفنانة سارة عاطف عبدالله، إن الخزف يُعد إرثاً لكل المجتمعات، ومشهودًا بأصالته على مرّ التاريخ، واصفة العمل الفني بأنه رسالة وفكرة، وبدون إيصال رسالة للمتلقي أو المجتمع العام لا يُدرج المنتج تحت مسمى «فن»، ولكنه يبقى كحرفة، ومن أنبل الرسائل التي يجب على الفنان تبنّيها هي رسالة الحفاظ على الموروث الشعبي المجتمعي، وهذه عادة يُحمد عليها المجتمع القطري.
وتتابع: أثّرت تلك العادات في أعمال المعرض، حيث تم استلهام جميع الأعمال من مشغولات الذهب واللؤلؤ في التراث القطري، بالإضافة إلى عمل تركيبي، باستخدام أكثر من تقنية لمحاكاة لون اللؤلؤ القطري الطبيعي، أما العملان الآخران فهما تجريد للحلي التراثي، حيث استخدمت تقنية البريق المعدني بتركيب كيميائي، وتقنية الحريق في الجو المختزل لمحاكاة لون الذهب.
إقرأ المزيد


