الجزيرة - 12/8/2024 8:02:11 AM - GMT (+3 )
مراسلو الجزيرة نت
الدوحةـ يبدو أن الرأي العام العربي بات محط أنظار الكثير من الباحثين في المنطقة والعالم، خاصة بعد أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 في غزة، حيث بات هذا الرأي بحسب خبراء قادرا بشكل واضح على وصف مشاكله ورسم أولوياته، وأن يحدد بشكل جلي انحيازاته السياسية والثقافية والاجتماعية.
واعتبر الخبراء المشاركون في جلسة "الرأي العام العربي المتغير وحرب غزة"، المقامة ضمن جلسات منتدى الدوحة الذي انطلق أمس في العاصمة القطرية الدوحة، أن الرأي العام ورأي الشارع العربي خاصة لا قيمة له عند الحكومات والحكام العرب منذ منتصف القرن الماضي وبداية تشكل الدول العربية بشكلها الحديث.
مدير مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية الدكتور طارق يوسف حاول شرح مدى تأثير الرأي العام العربي على صناع القرار في المنطقة، وذلك من خلال التأثير على المشهد المتغير الذي يعرف تحولا كبيرا في منطقة الصراع في الشرق الأوسط حاليا.
مسار التطبيعمعالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: حذرنا دائما أن ما يحدث في غزة سيمتد ليؤثر على دول أخرى#تلفزيون_قطر | #منتدى_الدوحة 2024 pic.twitter.com/5NmonQGko2
— تلفزيون قطر (@QatarTelevision) December 7, 2024
وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأميركية ترعى مسار تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، "وهو تحول جيوسياسي كبير سيؤدي في حال وقوعه إلى تجاوز القضية الفلسطينية وترك مصير الفلسطينيين تحت تصرف حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة، الأمر الذي سيؤدي لهبة شعبية لإفشال هذا التطبيع بشكل ربما لا تحمد عقباه، ولكن السؤال هنا: هل هذا يعني شيئا لصناع القرار؟ الجواب لا".
إعلان
وفي مواجهة ذلك يرى يوسف أن لدى العرب والفلسطينيين خيارات محدودة لمنع تصفية القضية وحسم الصراع لمصلحة إسرائيل، والتصدي لمسار دمج إسرائيل في المنطقة، وهذا لن يحدث من خلال المقاومة العسكرية فقط، بل المقاومة بالرأي في الشارع والمقاهي والجامعات والمدراس، ومنصات التواصل الاجتماعي، فهذه كلها مجتمعة تستطيع تشكيل رأي عام أكثر شفافية بعيدا عن السلطة وأجهزت المخابرات، على حد قوله.
عميد كلية السياسة العامة والشؤون الدولية في جامعة برينستون الدكتورة أماني جمال ترى أن حرب غزة فتحت أعين العرب لمعرفة قيمة الشارع في لندن وواشنطن وباريس، وقدرة التأثير على الحكام وصناع القرار، ضاربة مثالا على ذلك بالقول إن مظاهرات طلاب الجامعات في أميركا وأوروبا دفعت حكوماتهم إلى اتخاذ خطوات حقيقية لإدانة إسرائيل على جرائمها في غزة.
الشارع العالميوبينت أماني جمال أن المتابع اليوم لتفاعل الشارع العالمي مع العدوان الغاشم على أهل غزة، سيكتشف ظهور خطابات جديدة، قد تشكل رؤية أوضح وأكثر شفافية عما تعودنا عليه داخل المجتمعات الغربية فيما يخص التعاطي مع القضية الفلسطينية، إضافة إلى ذلك فإن 7 أكتوبر/تشرين الأول غير الرأي السائد بأن القضية الفلسطينية انتهت.
فالمواقف السابقة في الغرب تجاه فلسطين -برأيها- كانت تتأرجح بين من لا يكترث بما يجري ومن يدعم إسرائيل دعما واضحا غير مشروط، أما اليوم فقد بدأنا نسجل ظهور أصوات داخل الرأي العام الغربي، "تندد بوحشية الصهاينة، وتستنكر تواطؤ أنظمتهم وحكوماتهم مع الكيان الغاصب".
ليسوا شركاءلم يبتعد المدير التنفيذي لمبادرة الإصلاح العربية نديم حوري عن رؤية سابقيه من المتحدثين، إلا أنه قدم رؤية اعتبرها الحاضرون نوعية من حيث المنطلق والتنفيذ.
إعلان
فحوري يرى أن صناع القرار في الغرب يعتبرون كثيرا من العرب أنهم ليسوا شركاء لهم في التنمية والتطور التكنولوجي والاقتصادي، وذلك لعدة أسباب:
- تهميش الحكومات العربية للرأي العام الشعبي في دولها.
- عدم مشاركة الشعوب في تحديد مصيرها ومصير دولها.
- الدكتاتورية في رسم الخطط والإستراتيجيات والميزانيات الحكومية.
- الاعتقال والتنكيل بأصحاب الرأي وتكميم الأفواه وتقييد الصحافة.
وبلور المدير التنفيذي لمبادرة الإصلاح العربية فكرته بالقول: "نحن الآن في حاجة ماسة لمقاربات جديدة تقوم على احترام حقوق الإنسان في منطقة الشرق الأوسط، وبداية تشكيل تحالفات جديدة نكون فيها نحن العرب مؤثرين وفاعلين ولسنا ضحايا للحروب والمجازر التي تزداد يوما بعد يوم".
واختتم حوري حديثه بالقول: "من المهم استغلال ما أحدثه 7 أكتوبر من تغيير جذري في الرأي العام العالمي، الذي اكتشف أننا شعوب مسالمة ندافع عن حقوقنا ومطالبنا بكل الوسائل ونستحق حريتنا ممن يحتل الأرض ويسفك الدم".
إقرأ المزيد