الشرق - 6/25/2025 11:46:43 PM - GMT (+3 )

كشف المهندس بدر محمد المير الرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية القطرية عن إجراءات الناقلة الوطنية منذ إغلاق المجال الجوي القطري والمجال الجوي بدول مجلس التعاون الخليجي يوم الاثنين الماضي.
وقال المهندس المير – في بيان تلقى "موقع الشرق" نسخة منه اليوم الأربعاء – "في مساء يوم الإثنين، الموافق 23 يونيو، وعند حوالي الساعة السادسة مساءً تقريباً بالتوقيت المحلي، اضطرت الخطوط الجوية القطرية أن تعلق جميع رحلاتها الجوية بأثرٍ فوري عقب إغلاق غير متوقع للمجال الجوي القطري.
وأضاف: بعد فترة وجيزة، تم إغلاق المجال الجوي أيضاً في كلٍ من البحرين والإمارات العربية المتحدة والكويت. وعليه، توقفت العمليات التشغيلية في مطار حمد الدولي، أحد أكثر المطارات العالمية ازدحاماً واتصالاً في العالم، وذلك بالتزامن مع توجه ما يقارب 100 طائرة إلى مدينة الدوحة، بعضها كان على بعد مسافة قصيرة من مدارجنا، وبعضها الآخر كان يستعد للإقلاع.
وتابع: في اللحظات التي تلت ذلك، وقع هجوم صاروخي من جمهورية إيران الإسلامية استهدف قاعدة العديد الجوية في قطر، وفور دخول الصواريخ إلى أجواء دولة قطر، تم تفعيل أنظمة الدفاع الجوي واتخذت القوات المسلحة لدولة قطر إجراءات سريعة وحاسمة لحماية شعبها والدفاع عن أراضيها وضمان سلامة الجميع داخل حدودها.
وأشار إلى أنه في ذلك الوقت، اضطرت الخطوط الجوية القطرية أن تُحوّل على الفور أكثر من 90 رحلة من رحلاتها الجوية، تنقل ما يزيد عن 20 ألف مسافر إلى الدوحة، حيث تم تحويل 25 رحلة إلى مطارات في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية، و18 رحلة إلى تركيا، و15 رحلة إلى الهند، و13 رحلة إلى سلطنة عُمان، و5 رحلات إلى الإمارات العربية المتحدة، وتمت إعادة توجيه الطائرات المتبقية إلى مطارات رئيسية بما في ذلك لندن وبرشلونة وغيرها في جميع أنحاء أوروبا وآسيا والشرق الأوسط.
وبالتالي، عُلقت جميع الرحلات الجوية المُغادرة من الدوحة حتى الساعة (00.01) يوم 24 يونيو على أقرب تقدير، وفي لحظات، تحولت منظومتنا التشغيلية العالمية والمُنسقة بدقة إلى سلسلة من السيناريوهات المعقدة للرحلات الجوية المُعلّقة عبر القارات، ولكل واحدة منها ظروفها ومتطلباتها الخاصة.
أمّا في مطار حمد الدولي، كان يوجد أكثر من 10 آلاف مسافر من الذين يواصلون رحلاتهم عبر الدوحة، ينتظرون مغادرة رحلاتهم عندما حدث هذا التصعيد. حيث وجد هؤلاء المسافرين أنفسهم عالقين في قلب واحدة من أكثر التحديات التشغيلية شدّةً وتعقيداً في تاريخ الطيران الحديث.
في مختلف أنحاء العالم، تجاوزت طواقم عملنا الجوية الحد القانوني لساعات العمل، فيما خرجت معظم طائرات أسطولنا، بما في ذلك طائراتنا من طرازA380 التي تحمل أكثر من 450 مسافراً على متن كل واحدة منها، عن مواقعها التشغيلية المعتادة، أما بعضها فقد بقي متوقفاً في المطارات مع حظر الطيران.
وبالإضافة إلى ذلك، اضطرت العديد من الرحلات الجوية إلى انتظار التصاريح اللازمة للعودة إلى المجال الجوي الإقليمي المُعلّق مؤقتاً، وعليه، أعيد جدولة خطط توجيه الطائرات بالتوازي مع مسارات الرحلات، كما وتم تعليق أكثر من 151 رحلة على الفور. فقد كان على كل مسار من الرحلات الجوية أن يتكيف مع المتغيرات بشكل فوري – دون مرجعية سابقة ودون توقف.
وفي هذا الإطار، كانت أولويتنا القصوى واضحة: رعاية مسافرينا المتأثرة رحلاتهم بهذه الظروف الاستثنائية، واستعادة عملياتنا التشغيلية العالمية بأقصى قدر من الأمان والسرعة الممكنة.
وبمجرد إعادة فتح المجال الجوي بعد وقت قصير من منتصف ليل الثلاثاء 24 يونيو، بدأت طائرات الناقلة القطرية التي تم تحويلها في العودة تدريجياً إلى مقر عملياتنا في الدوحة، على مدار عدة ساعات. حيث كان يُمثل وصول كل طائرة من طائراتنا خطوة نخطوها نحو إعادة تجميع منظومة عملياتنا التشغيلية. ومع هبوط هذه الطائرات والمسافرين على متنها في مطار حمد الدولي، ارتفع عدد المسافرين الذين يواصلون رحلاتهم عبر الدوحة إلى أكثر من 22.000 مسافر بحلول الساعة 5:00 صباحاً بالتوقيت المحلي.
وبصفتنا شركة طيران عالمية، تم تفعيل خطط استمرارية لتشغيل أعمالنا، كما وتحركت فرق العمل لدينا بسرعة لتأمين خدمات الطعام، والنقل البري، والإقامة الفندقية، والتنسيق الفوري مع حركة المسافرين ومكاتب الهجرة والجوازات والجمارك وجميع الاطراف المعنية في المطار.
وبناءً على ذلك، تم توفير الإقامة الفندقية لأكثر من 4600 مسافر، باستخدام ما يقارب 3200 غرفة فندقية في جميع أنحاء مدينة الدوحة. كما واستلم العديد من المسافرين بطاقات صعود إلى الطائرة لرحلاتهم المعاد جدولتها حتى قبل مغادرتهم مبنى المطار، وذلك لضمان سهولة عودتهم ودخولهم إلى المطار بمجرد استئناف عملياتنا التشغيلية.
وتوجهت فرق العمل لدينا من جميع أقسام مجموعة الخطوط الجوية القطرية إلى مناطق الترانزيت لتقديم المساعدة والدعم للمسافرين بشكل مباشر، فضلاً عن إعادة حجز الرحلات، وإعطاء الأولوية للحالات الطبية، وتقديم الدعم للعائلات والمسافرين من فئة كبار السن. كما وتمت إعادة جدولة مسارات السفر المعقدة يدوياً، والتي شملت في بعض الحالات حجوزات مع شركات طيران أخرى وتأشيرات منتهية الصلاحية. كما تم توزيع أكثر من 35000 وجبة طعام، وتم تقديم المياه ومجموعة من وسائل الراحة، ذلك إلى جانب طمأنة المسافرين بشكل شخصي، رحلة تلو الأخرى.
وفي المُقابل، تم تعزيز الطاقة الاستيعابية على الطائرات المتجهة إلى الوجهات التي يسافر على متنها أعداد كبيرة من المسافرين المتأثرة رحلاتهم. فيما تم زيادة عدد الموظفين في مركز الاتصال لمواكبة الطلب العالمي المتزايد. كما نجحنا في وضع سياسة سفر مرنة، مكنّت المسافرين الذين لم يباشروا رحلاتهم بعد بإجراء تغييرات على حجوزاتهم أو استرداد قيمة تذاكرهم دون رسوم. وفي مختلف محطاتنا العالمية، تحرك موظفو المناولة الأرضية وشركاؤنا بسرعة، مدعومين بالتنسيق المباشر بين مطارنا ومراكز التحكم في بالعمليات التشغيلية لشركة الطيران.
وعلى الرغم من أن تصعيداً جيوسياسياً شديداً قد فرض علينا تعطيل العمليات التشغيلية في مقر عملياتنا التشغيلية، إلا أن تركيزنا وأولويتنا كانت منصبة على الحفاظ على المرونة والتكيف والاستمرار في تقديم الخدمات لمسافرينا.
وبحلول يوم الثلاثاء الموافق 24 يونيو، شغّلت الخطوط الجوية القطرية ما مجموعه 390 رحلة بينما عملنا على إعادة بناء شبكتنا واستعادة انتظام جدول الرحلات الجوية.
لا بد من الإشارة إلى أن جميع المسافرين الذين تم تحويل رحلاتهم، أي ما يقرب من 20,000 مسافر، قد استكملوا سفرهم في غضون 24 ساعة. فيما استأنف أكثر من 11,000 مسافر رحلاتهم خلال الفترة الصباحية من 24 يونيو، بينما غادر الباقون خلال الفترة المسائية والصباحية ليوم 25 يونيو. واعتباراً من اليوم، لم يبقَ أي مسافر من الرحلات التي تم تحويلها دون مساعدة.
وفي غضون 18 ساعة فقط، استأنفت الخطوط الجوية القطرية عملياتها التشغيلية المجدولة. وتدريجياً بدأ النظام يستتب. وبحلول نهاية يوم الثلاثاء، غادر أكثر من 58,000 مسافر الدوحة، ولم يكن ذلك بمحض الصدفة، إنما بجهد منسق بين جميع أقسام مجموعة الخطوط الجوية القطرية للوفاء بمسؤوليتنا خلال هذه الظروف الصعبة وغير المسبوقة. واليوم، 25 يونيو، استقرت عملياتنا التشغيلية بشكل أكبر، حيث تم تشغيل 578 رحلة مجدولة. وإن دلّ ذلك على شيء، فإنما يدل ويشدد على عمق الخبرة والتخطيط والالتزام الذي نفخر بالالتزام به في الخطوط الجوية القطرية.
وأعرب بدر المير عن الشكر إلى كل من سافر معنا خلال هذا الوقت العصيب، إلى الذين انتظروا بصبر في طوابير طويلة، وإلى أولئك الذين واجهوا حالة من عدم اليقين، وأولئك الذين أظهروا تفهماً في مواجهة أزمة مقلقة وسريعة التطور. كما وأود أن أعرب عن امتناني لصبرهم وثقتهم في الوقت الذي عملنا جاهدين لتقديم خدماتنا وإعادتهم إلى وجهاتهم بأكبر قدر من الأمان والسلاسة الممكنة.
وقال : كما وأخص بالشكر لجميع موظفينا في جميع أقسام المجموعة، ولشركائنا في جميع أنحاء العالم، على جهودهم الهائلة على مدار الساعة خلال الأيام القليلة الماضية. في مواجهة تحد استثنائي، لقد اتحدنا معاً لدعم مسافرينا واستعادة شبكتنا وإعادة عملياتنا التشغيلية إلى طبيعتها. إن هذه الاحترافية والوحدة تعكس أفضل ما تمثله مجموعة الخطوط الجوية وشركائنا.
واختتم البيان بأن الملايين من المسافرين يضعون ثقتهم في الخطوط الجوية القطرية للسفر بهم عبر الحدود والقارات والبلاد، وهذه الثقة لا يتم الاستخفاف بها. إنها ثقة تُكتسب، من خلال الأفعال، وتحمل المسؤولية، والاستعداد للتحرك والعمل في الأوقات الحرجة.
إقرأ المزيد