الشرق - 8/27/2025 2:23:45 AM - GMT (+3 )

- الحقيبة المدرسية يجب ألا تتجاوز 10 % إلى 15 % من وزن الطفل
- على الأهالي تجنب دفع أطفالهم لممارسة رياضات لا تتناسب وبنيتهم الجسدية
- ثقل الحقيبة وما تمثله من معاناة يومية للصغار ينفرهم من المدرسة
- 3 % من التشوهات الخلقية تتعلق بانحراف الظهر
- التدخل المبكر في التشوهات الخلقية يحقق نتائج أفضل وكلفة أقل
حذّر الدكتور محمد وليد الشعراني، استشاري أول جراحة تشوهات العظام الخلقية بمؤسسة حمد الطبية، من الجلوس الطويل أمام شاشات الكمبيوتر والألعاب الإلكترونية، معتبراً أنها المتهم الأول في إصابة الأطفال بآلام الرقبة والظهر وإنحناء الظهر، مؤكداً في الوقت نفسه أن الحقيبة المدرسية الثقيلة ليست هي المسؤولة الوحيدة عن هذه المشكلات، وإنما وزنها الثقيل قد يضاعف الأعراض ويزيد من معاناة الأطفال.
وأكد الدكتور الشعراني في تصريحات لـ»الشرق» أن الحقيبة المدرسية ليست العامل الوحيد وراء آلام الظهر والرقبة، بل هناك عوامل أخرى أشد خطورة، أبرزها قلة النشاط البدني، مشيراً إلى أنَّ جلوس الأطفال أمام الشاشات لساعات قد تصل إلى ست ساعات يومياً يقلل من مرونة عضلاتهم والضغط على عمودهم الفقري، ويؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة، وهو ما يجعل العمود الفقري عرضة أكثر للضغط والإجهاد.
- بعض الرياضات غير مناسبة
ونبه الدكتور الشعراني أولياء الأمور من دفع الأطفال لممارسة أنشطة رياضية لا تتناسب مع بنيتهم الجسدية، بل يجب أن تُصمم الأنشطة الرياضية بما يتناسب مع قدراتهم الجسدية والنفسية، مع التركيز على اللياقة البدنية، بعيدًا عن التمارين التي تعتمد على الأوزان الثقيلة، لما لها من آثار سلبية قد تكون خطيرة على نمو الطفل، مشددا على أنَّ أي إصابة أو ألم يشعر به الطفل أثناء ممارسة الرياضة يجب أن يُؤخذ على محمل الجد.
- 10 %- 15 %
وقال الدكتور الشعراني « إنَّ الأطفال ليسوا نسخة مصغرة عن البالغين، بل لديهم مراكز نمو حساسة أكثر عرضة للتأثر بالأوزان الثقيلة، ما يستوجب من أولياء الأمور توخي الحذر في اختيار الحقيبة المدرسية. وأكد أن الوزن المثالي للحقيبة يجب ألا يتجاوز 10% إلى 15% من وزن الطفل، وألا يزيد عرضها عن عرض جسمه، بحيث تغطي أعلى الظهر حتى نهاية الأضلاع.
- معايير الحقيبة المدرسية
وبيّن الدكتور الشعراني أن من أبرز المعايير الطبية أن تكون الحقيبة مزودة بأحزمة عريضة ومبطنة بمادة ناعمة لتخفيف الضغط على الكتفين، وأن تحتوي على حزامين متساويين في الطول لتوزيع الوزن بشكل متوازن، محذراً من الحقيبة ذات الحزام الواحد التي تزيد فرص ميلان الجسم، كما أوصى بأن تضم الحقيبة عدة جيوب لتوزيع الأوزان، مع وضع الكتب الثقيلة في الأسفل وبالقرب من الظهر لضمان التوازن. وأضاف الدكتور الشعراني قائلا «إنَّ من المهم أن يتعلم الطفل الطريقة الصحيحة لحمل الحقيبة، باستخدام الكتفين معاً وليس كتفاً واحداً، وربط حزام الوسط إن وجد، فهذا يضمن ثبات الحقيبة في منتصف الظهر ويخفف من الضغط على العمود الفقري.»
ونصح الدكتور الشعراني باستخدام الحقائب المزودة بعجلات، مؤكدا أنها خيار جيد لتخفيف الضغط عن الظهر، شرط أن تكون رباعية العجلات، مع ضرورة عدم ملء الحقيبة بأغراض غير ضرورية، مشيراً إلى أن بعض الأطفال يحملون أشياء لا يحتاجونها، ما يزيد الحمل دون فائدة.
- اعتقاد غير دقيق
وتابع الدكتور الشعراني قائلاً « إن الاعتقاد السائد بأن الحقيبة الثقيلة تسبب انحراف العمود الفقري ليس دقيقاً، موضحاً أن الانحراف في الغالب خلقي يولد به الطفل، لكنه قد يتفاقم بسبب الأوزان الثقيلة. وذكر أن نحو 3% من التشوهات الخلقية تتعلق بانحراف الظهر، وهذه الحالات قد تسبب آلاماً في الرقبة والظهر وتجعل الطفل يميل بجسمه للأمام عند حمل الحقيبة، مضيفا أن الحقيبة الثقيلة لا تؤثر على طول الطفل كما يعتقد البعض، لكنها قد تعرقل حركته وتزيد من خطر سقوطه خصوصاً عند صعود السلالم.»
- تأثير نفسي
وأشار الدكتور الشعراني إلى أن التأثير النفسي للحقيبة لا يقل خطورة عن التأثير الجسدي، إذ أظهرت دراسات أن بعض الأطفال ينفرون من الذهاب إلى المدرسة دون أن يعرف الأهل السبب الحقيقي، بينما يكون السبب هو ثِقَل الحقيبة وما تسببه من معاناة يومية للطفل.
- لا جراحات كبرى
وتطرق الدكتور الشعراني للحديث عن التشوهات الخلقية الأكثر شيوعاً، قائلاً «إن تقوس الساقين من الحالات التي تُلاحظ بكثرة، وأغلبها يتحسن مع الوقت دون تدخل جراحي، حيث إنَّ التقوس الداخلي غالباً يختفي عند عمر العامين أو الثلاثة، أما التقوس الخارجي فيتحسن قبل بلوغ السابعة من عمر الطفل، لذلك لا داعي لإجراء عمليات مبكرة، فالكثير من هذه الجراحات التي تجرى في الخارج لا مبرر لها وهدفها مادي أكثر من كونه علاجياً فقد تسبب ضررا بالغاً للطفل.»
كما تناول خلع الورك الولادي، مؤكداً أنه ليس نتيجة خطأ أثناء الولادة بل يولد الطفل مصاباً به، وشدد على أن التشخيص المبكر يحقق نتائج مبهرة من خلال العلاج بالجبس أو الأجهزة التقويمية، ومن الممكن أن يغني عن الجراحات الكبرى، قائلا « إنَّنا في مؤسسة حمد الطبية حققنا نجاحات كبيرة في هذا المجال، حيث أثبتت الفحوصات السريرية والمتابعة المبكرة فاعلية العلاج بشكل واضح.»
- متابعة دورية للطفل
وشدد الدكتور الشعراني على ضرورة متابعة الطفل بشكل دوري، حتى في حال عدم ظهور أعراض واضحة، فالكشف المبكر يمنح الأطباء فرصة لاكتشاف أي علامات أولية على مشكلات النمو أو العمود الفقري، مما يختصر رحلة العلاج بشكل كبير، داعياً الأهالي لعدم الانتظار حتى يشتد الألم أو تظهر المشكلة بشكل واضح، فالتدخل المبكر دائماً يحقق نتائج أفضل، وكلفة أقل.
إقرأ المزيد