الشرق - 11/26/2025 9:35:52 AM - GMT (+3 )
في ظل إرث تشغيلي فريد، وشبكة مواصلات هي الأكثر سلاسة وتطورا، وقطاع ضيافة يضاهي الأفضل عالميا، تثبت قطر من جديد قدرتها الاستثنائية على إدارة الفعاليات الكبرى، مرسخة مكانتها كعاصمة للرياضة العربية، وذلك في 18 يوما تستقبل فيها الدوحة من جديد نهائيات بطولة كأس العرب FIFA قطر 2025، التي ستتحول خلالها ملاعب المونديال الأيقونية إلى مسرح جديد للإثارة الكروية العربية.
بعد النجاح المذهل لكأس العالم FIFA قطر 2022، وكأس آسيا لكرة القدم قطر 2023، تتجدد الثقة الدولية بقدرات قطر التنظيمية، التي باتت مثالا يُحتذى به في الكفاءة والاحترافية، حيث لن تكون بطولة كأس العرب FIFA قطر 2025، التي تقام تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم /FIFA/ مجرد بطولة، بل احتفالية رياضية شاملة، يستفيد فيها المشاركون والجماهير من منظومة متكاملة، أٌسست على أرقى المعايير العالمية.
وفي قلب جاهزية قطر لاستضافة البطولة العربية للمرة الثانية تواليا، تبرز الملاعب والمنشآت الرياضية ذات الطراز العالمي، التي استضافت نهائيات كأس العالم FIFA قطر 2022، حيث ستكون ملاعب المونديال مسرحا للمنافسات العربية، وفرصة جديدة لاستعراض الإرث الرياضي الذي تركه المونديال، عبر استغلال البنية التحتية الرياضية الحديثة التي أبهرت العالم.
وتُقام مباريات البطولة العربية في ستة من ملاعب المونديال، وهي: البيت، ولوسيل، وخليفة الدولي، وأحمد بن علي، و974، والمدينة التعليمية، وقد تم تجهيزها بأعلى المعايير لضمان تجربة مميزة للاعبين والجماهير على حد سواء، فضلا عن تميزها بتصاميم معمارية فريدة تجمع بين الحداثة والتراث القطري.
إضافة إلى الملاعب المونديالية، ستستفيد البطولة من البنية التحتية الرياضية الواسعة في قطر التي أولت الدولة اهتماما كبيرا بها وكرست جهودا كبيرة لتطويرها إلى مستوى عالمي، بما في ذلك مرافق التدريب الحديثة، ومناطق المشجعين التي توفر تجربة ترفيهية متكاملة.
وبجانب مرافق التدريب ومناطق التشجيع، تبرز أكاديمية أسباير للتفوق الرياضي منارة المواهب الشابة، التي توفر تعليما رياضيا متخصصا يجمع بين الرياضة والتعليم الأكاديمي، فضلا عن العديد من الأندية والمنشآت الرياضية التي تُعنى بمختلف الرياضات.
وليس اهتمام دولة قطر بتطوير البنية التحتية الرياضية مجرد هدف في حد ذاته، وإنما هو استثمار لتنويع الاقتصاد وجعل البلاد وجهة رياضية عالمية، وهو ما أكدته هيئة الأشغال العامة "أشغال" مؤخرا عندما أعلنت عن عقود بقيمة 12 مليار ريال لتطوير البنية التحتية، بما في ذلك مشاريع رياضية.
وتشكل وسائل النقل والمواصلات حجر الزاوية في نجاح تنظيم البطولات الرياضية الكبرى، وهو ما ترتكز عليه دولة قطر خلال استضافتها لبطولة العرب، عبر شبكة نقل حديثة ومتكاملة ستوفر تجربة تنقل سلسة وفعالة لمئات الآلاف من المشجعين والزوار خلال البطولة، مكررة ما حدث في نهائيات كأس العالم FIFA قطر 2022.
وتتميز شبكة النقل في قطر بوجود مترو الدوحة العمود الفقري للشبكة، الذي يربط غالبية الملاعب والمناطق الحيوية في البلاد خلال دقائق معدودة، بجانب منظومة نقل عام فعالة سلسة الحركة خلال الفعاليات الكبرى، فضلا عن طرق حديثة تساهم بصورة كبيرة في تقليل الازدحام وتعزيز انسيابية حركة الجماهير.
وبجانب مترو الدوحة، يتوفر أسطول حديث من الحافلات الكهربائية الصديقة للبيئة لتقليل الانبعاثات الكربونية، وكذلك خدمة نقل عام مستدامة وفعالة تشمل "مترولينك"، والتي تتمثل في شبكة حافلات فرعية مجانية تربط بين محطات المترو والأماكن المحيطة.
وفي كل مرحلة من مراحل تطوير قطاع النقل والمواصلات، تركز دولة قطر على الاستدامة عبر استخدام حافلات كهربائية وتقليل الاعتماد على السيارات الخاصة، وتوفير تجربة سلسة في نقل المشجعين مع الأخذ في الاعتبار احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة عند تصميم وسائل النقل والمحطات، وهو الأمر الذي يساعد على ترك إرث مستدام للبلاد يعزز من مكانتها كمركز للفعاليات العالمية.
ويعتبر قطاع الضيافة ركيزة أساسية في نجاح تنظيم أي بطولة رياضية، لذلك توفر دولة قطر مجموعة واسعة من الفنادق والمنتجعات لاستيعاب مختلف الفئات من الضيوف خلال نهائيات كأس العرب FIFA قطر 2025، مستفيدة من الإرث الذي خلفه مونديال قطر 2022، ولتقديم تجربة ضيافة عالمية المستوى للآلاف من المشجعين والفرق المشاركة.
وفي هذا الإطار، أعلنت اللجنة المحلية المنظمة لبطولة كأس العرب FIFA قطر 2025، أن شركة "بيوند هوسبيتاليتي"، التي شاركت في إدارة ضيافة بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، ستلعب دورا حيويا في تقديم تجربة ضيافة فاخرة لبطولة العرب، بالتعاون مع الاتحاد الدولي لكرة القدم /FIFA/.
وتوفر الشركة العالمية باقات استثنائية بما فيها أجنحة الضيافة وغيرها من المزايا التي تشكل تجربة استثنائية للمشجعين خلال الحدث الرياضي المرتقب، وتشمل تذاكر المباريات والإقامة، وتتضمن خدمات راقية في الملاعب وصالات كبار الشخصيات.
ويشهد قطاع الضيافة في قطر، الهادف إلى جذب 6 ملايين زائر سنويا بحلول 2030، نموا ملحوظا في عدد الغرف الفندقية بعد مونديال قطر، حيث وصل إجمالي عددها إلى أكثر من 41 ألف غرفة بحلول منتصف العام الحالي، إلى جانب توفير خيارات إقامة متنوعة تناسب مختلف الميزانيات، واكتساب خبرات مختلفة في إدارة الحشود الكبيرة وتقديم خدمات متميزة، فضلا عن مواصلة تدريب العاملين في القطاع لرفع معايير الخدمة وتطوير الكفاءات، بالإضافة إلى دمج الاستدامة والتكنولوجيا في القطاع بما يتماشى مع أهداف "الضيافة الخضراء" ورؤية قطر 2030.
أما على صعيد الجاهزية التشغيلية وإدارة الفعاليات، فقد رسخت دولة قطر بعد النجاح الاستثنائي الذي حققته في استضافة كأس العالم FIFA قطر 2022، مكانتها كقوة عالمية في الجاهزية التشغيلية وإدارة الفعاليات الكبرى، حيث كان المونديال فرصة فريدة لاستعراض قدرات الدولة في التخطيط والابتكار والتعاون الدولي، ما أثبت للعالم أن قطر قادرة على تنظيم أكبر الأحداث العالمية بأعلى معايير الأمان والاحترافية.
وأسهمت الخبرات المتراكمة لدولة قطر في استضافة الفعاليات الرياضية الإقليمية والدولية، في بناء إرث مستدام مما يضمن جاهزية تشغيلية وإدارة فعاليات على أعلى مستوى خلال نهائيات بطولة كأس العرب FIFA قطر 2025، وذلك بفضل الفرق المتخصصة في الأمن، وإدارة الحشود، والخدمات اللوجستية، إضافة إلى الأنظمة التقنية الذكية، التي تضمن لقطر تجربة سلسة وآمنة لجميع الزوار.
وما يعزز قدرات قطر في الجاهزية التشغيلية وإدارة الفعاليات هو خبراتها المتراكمة في استخدام حلول رقمية مبتكرة في إدارة الحشود والمواصلات، مثل تطبيق "هيّا"، لتعزيز تجربة الجمهور وتحسين الكفاءة التشغيلية، فضلا عن تبادل الخبرات والمعرفة مع فرق من القطاعين العام والخاص، مما ساهم في بناء قدرات تنظيمية مستدامة، بجانب بروز جيل جديد من الكوادر القطرية المؤهلة والتي تتولي حاليا قيادة العمليات التنظيمية.
وعلى مدار السنوات الأخيرة، شكلت استضافة مونديال 2022 نقطة تحول في مسيرة قطر، لتظهر إلى العالم قدراتها الكبيرة في إدارة الفعاليات الضخمة بكفاءة واحترافية، ومع استمرار استضافة البطولات والأحداث العالمية، أكدت دولة قطر قدرتها على ترك إرث مستدام، وأثبتت أنها شريك موثوق به في تنظيم الفعاليات الدولية.
ولا تُعد استضافة دولة قطر لبطولة كأس العرب FIFA قطر 2025 مجرد حدث رياضي عابر، وإنما هي حلقة جديدة في سلسلة استراتيجية طويلة المدى تهدف إلى ترسيخ مكانة الدولة كعاصمة إقليمية وعالمية للرياضة، فبعد النجاح التاريخي لمونديال قطر 2022، وتألقها في تنظيم كأس آسيا 2023، تستمر قطر في استثمار إرثها الرياضي لتعزيز رؤيتها الوطنية 2030.
ويعتبر أحد أبرز ملامح استضافة قطر لبطولة كأس العرب هو الاعتماد على البنية التحتية والمرافق المونديالية المتطورة، مما يؤكد على جدوى الاستثمار في هذه المنشآت، فالملاعب الستة التي ستحتضن البطولة، تمثل شهادة على الإمكانيات الكبيرة التي تمتلكها الدولة لاستضافة الأحداث الكبرى بشكل متكرر وفعال.
وتتماشى استضافة كأس العرب مع أهداف رؤية قطر 2030، ومنها تحقيق التنمية البشرية والاجتماعية عبر تنظيم الفعاليات الرياضية التي تساهم في بناء مجتمع حيوي، وتشجع على المشاركة المجتمعية في الأنشطة البدنية، وتعزز الروابط الاجتماعية بين الشعوب العربية، وتحقق التنمية الاقتصادية عبر استضافة البطولات الرياضية التي تفتح آفاقا واسعة للنمو الاقتصادي عبر السياحة، وحقوق البث، والرعاية، وتوفر فرص العمل، وتساهم في تنويع الاقتصاد الوطني، فضلا عن تعزيز مكانة قطر الدبلوماسية والثقافية.
وبينما تستعد الدوحة لاستقبال المنتخبات والجماهير العربية، تعكس استضافة كأس العرب التزام دولة قطر تجاه تطوير كرة القدم في المنطقة، وإتاحة الفرصة للمنتخبات العربية للتنافس من جديد على أعلى المستويات وتحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم.
كما أن استضافة الدوحة المتكررة للبطولة العربية ولثلاث مرات متتالية، تؤكد على أن قطر ليست فقط وجهة للفعاليات العالمية، بل هي شريك استراتيجي في تطوير الرياضة على المستويين الإقليمي والدولي.
وستكون استضافة كأس العرب في قطر أكثر من مجرد بطولة؛ فهي استثمار ذكي في المستقبل، وتجسيد لرؤية استراتيجية طموحة، تؤكد على أن دولة قطر ستظل عاصمة للرياضة، ومركزا للالتقاء والوحدة بين الشعوب العربية.
إقرأ المزيد


