من هو الزعيم السلوفاكي الذي يقف على حافة الموت؟
إيلاف -

إيلاف من براتيسلافا (سلوفاكيا): من هو روبرت فيتسو (فيكو  في المصادر الإنكليزية) رئيس الوزراء السلوفاكي؟ سؤال يدور في عقول الملايين حول العالم ممن تابعوا حادثة اطلاق النار التي تعرض لها الأربعاء في بلاده، ووقوفه على حافة الموت، وفقاً لتقارير قادمة من العاصمة السلوفاكية براتيسلافا، فقد أجرى جراحة دقيقة، ولكن حالته "حرجة"، وهو الذي يتمتع بالبنية القوية، من ممارسته سابقاً لرياضة كمال الأجسام، وكرة القدم، وغيرها.

لعب روبرت فيتسو (59 عاما) دورا محوريا في السياسة السلوفاكية في السنوات التي تلت استقلالها عام 1993 وشغل منصب رئيس الوزراء لفترات أطول من أي زعيم آخر.

حصلت البلاد على استقلالها بعد ما يسمى بالثورة المخملية، وهي سلسلة من الاحتجاجات الشعبية واللاعنفية في عام 1989 ضد الحزب الشيوعي في ما كان في ذلك الوقت يعرف باسم تشيكوسلوفاكيا.

أسس السيد فيتسو، الذي كان عضوا في الحزب الشيوعي أثناء وجوده في السلطة، حزباً سياسياً في أواخر التسعينيات وبدأ أول فتراته الثلاث كرئيس للوزراء في عام 2006، وخدم لمدة أربع سنوات قبل أن يتحول إلى المعارضة.

علاقته مع بوتين 
التفاعل الدولي مع حادثة اطلاق النار على فيتسو تم تناوله بالربط مع علاقاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الجارة الجنوبية لسلوفاكيا.

عاد فيتسو إلى السلطة في عام 2012 لكنه استقال من منصب رئيس الوزراء في منتصف 2018 بعد مظاهرات حاشدة احتجاجًا على مقتل الصحفي جان كوتشياك وخطيبته مارتينا كوسنيروفا، اللذين كانا يكشفان عن الفساد الحكومي.

وكانت الاحتجاجات التي هزت البلاد هي الأكبر منذ الثورة المخملية، وطالب المتظاهرون باستقالة الحكومة وإجراء انتخابات جديدة.

روسي الهوى 
عاد إلى السلطة في انتخابات الخريف الماضي، وشكل حكومة ائتلافية بعد حصوله على حوالي 23% من الأصوات، بعد أن قام بحملة ضد العقوبات التي فُرضت على روسيا على إثر غزوها واسع النطاق لأوكرانيا في شباط (فبراير)  2022. 

وهذا الموقف، في بلد كانت فيه المشاعر المؤيدة لروسيا كبيرة تاريخياً، أثار قلق الاتحاد الأوروبي.

القادة في بروكسل، قالوا إنهم يخشون أن تشكل سلوفاكيا تحالفًا مؤيدًا لروسيا مع أوربان، وربما مع الزعيمة الإيطالية، جورجيا ميلوني، مما قد يعيق دعم أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي. 

الغارديان: زعيم "شعبوي"
صحيفة "الغارديان" البريطانية قالت إنه يتقمص شخصية ترامب في بعض الأحيان،  كما أنه زعيم "شعبوي"، وتابع التقرير :"رئيس وزراء سلوفاكيا الشعبوي، روبرت فيتسو، الذي أصيب بالرصاص يوم الأربعاء، هو سياسي مخضرم قوي البنية، معروف بهجماته على وسائل الإعلام والمنظمات غير الحكومية، وقد أمضى 3 فترات سابقة كرئيس للوزراء".

وأثارت عودته إلى السلطة العام الماضي قلقا داخل وخارج بلاده التي يقول منتقدوها إنها أصبحت متوترة سياسياً على نحو متزايد في عهده.

 النشأة والعائلة
نشأ في توبوتشاني، وهي بلدة صغيرة في غرب سلوفاكيا، وهو ابن سائق شاحنة، وعاملة في متجر، وعندما كان شابًا، ظل فيتسو داخل النظام إلى حد كبير، حيث أدى خدمته العسكرية، وحصل على درجة الدكتوراه عن دراسته لعقوبة الإعدام، ثم عمل في الفرع القانوني لأكاديمية العلوم السلوفاكية.

لكن سقوط سور برلين، والثورة المخملية السلمية التي أنهت الحكم الشيوعي في تشيكوسلوفاكيا، واستقلال سلوفاكيا، كان إيذاناً ببدء حقبة رأسمالية جديدة حرة الحركة وفرت فرصاً تجارية وسياسية.

وكان فيتسو، الذي كان شاباً مقنعاً، سارع إلى تحقيق طموح طفولته في دخول عالم السياسة، وأصبح الأكثر تولياً للسلطة كرئيس وزراء في 3 حقب مختلفة.

ووصفت الصحيفة اللندنية فيتسو  بأنه يعشق خوض المعارك السياسية، فهي التي تعوضه عن طاقته التي كان يمارس بها رياضة كمال الأجسام في فترات سابقة، وكذلك عشقه السيارات السريعة، وكرة القدم.



إقرأ المزيد