الشرق - 6/5/2025 7:30:10 AM - GMT (+3 )

في اليوم الخامس من يونيو (حزيران) 1967، حل وجع وظلام دامس، على الشعب الفلسطيني والأمة العربية، فكانت «الأيام الستة» كافية لكي يحتل الكيان ما تبقى من فلسطين التاريخية، ممثلة بالضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، إلى جانب سيناء المصرية والجولان السوري، لتتسع رقعة الدولة العبرية، وتصبح القدس العتيقة، بمقدساتها الإسلامية والمسيحية، وحائط براقها، في قبضة الاحتلال.
ومنذ فجر 5 يونيو 1967، تحولت القضية الفلسطينية، من أرض أقيم كيان الاحتلال على الجزء الأكبر منها، إلى شعب يحاول جاهداً بشتى سبل النضال والكفاح، تحرير أرضه، ويخوض صراعاً مريراً للخلاص من ويلات وموبقات الاحتلال.
تمر اليوم ذكرى 58 عاماً، وما زال الاحتلال يجثم على كل الأراضي الفلسطينية، كما لا يزال جاثماً على الجولان السوري، ولا زال الكيان يسعى بشتى الطرق والمحاولات، لإضفاء صبغته اليهودية على امتداد الأرض الفلسطينية، مواصلاً إجراءات التهويد لقلبها النابض القدس المحتلة، بينما تتسع رقعة جنون ووحشية جيش الاحتلال في حربه الإجرامية على قطاع غزة والضفة الغربية.
هذا في وقت يعلن فيه قادة الكيان أن هضبة الجولان السورية، ستبقى إسرائيلية إلى الأبد، وتتجلى في الوقت ذاته إجراءات تهويد القدس المحتلة وطمس هويتها العربية والإسلامية، من خلال تغيير أسماء الشوارع والمعالم الفلسطينية، واستبدالها بأخرى إسرائيلية، ولا زالت ما تسمّى «الوكالة اليهودية» تمعن في «عبرنة» الأسماء العربية وإطلاقها على المستوطنات الإسرائيلية.
وأمام هذه المخططات الإسرائيلية المتسارعة، والتي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية برمتها، يدرك الفلسطينيون، بأنهم سيدفعون ثمناً باهظاً، لإحباط هذه المؤامرة، وما الدماء المدرارة التي لا زالت تنزف في قطاع غزة منذ ما يزيد عن العام ونصف العام، إلا خير دليل على هذا الثمن.
وبعد 58 عاماً على احتلالها، لا زال كيان الاحتلال يسعى بمختلف الأساليب الوحشية، لتهجير أهل غزة، وتفريغها من سكانها وأصحابها، فيمعن في قتل وتجويع المدنيين العزل، تماماً كما يواصل تهويد مدينة القدس، مستهدفاً نحو 7000 موقع، بتغيير واقعها وطمس معالمها، ناهيك عن الاقتحامات شبه اليومية للمسجد الأقصى المبارك، وإطلاق يد عصابات المستوطنين كي تقتل وتدمر وتعيث خراباً في الضفة الغربية.
ويوماً إثر يوم، يصبح كيان الاحتلال أكثر شراسة، فالعدوان الدموي يستعر على قطاع غزة، والخناق يضيق على القدس المحتلة والضفة الغربية.. الكيان يريد اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، لكن أصحاب الأرض لديهم القناعة الراسخة بأن لا بديل غير الصمود ومقاومة العدوان.
هكذا يخطو الفلسطينيون نحو الذكرى الـ58 لحرب «الأيام الستة» واثقين بأن الحرب التي تجاوزت الـ600 يوماً، لا تخرج عن سياق متتال يستهدف فلسطين أرضاً وشعباً وقضية، لكن عبثاً، «فلسطين باقية والاحتلال إلى زوال» كما يرددون مع كل عدوان يشتد.
إقرأ المزيد