الشرق - 6/26/2025 11:18:00 AM - GMT (+3 )

في سابقة تاريخية، فاز زهران ممداني، عضو الجمعية التشريعية في ولاية نيويورك، بالانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لمنصب عمدة مدينة نيويورك، ليصبح رسميا أول مسلم يُرشح عن أحد الحزبين الكبيرين لهذا المنصب في الانتخابات العامة المرتقبة في نوفمبر المقبل.
وفوز ممداني بفارق كبير يمهد له الطريق لتولي منصب العمدة، في الولاية التي يفوق فيها عدد الديمقراطيين عدد الجمهوريين بثلاثة أضعاف، ويقلب المعادلة في المدينة التي تضم أكبر عدد من اليهود في العالم خارج إسرائيل.
ولد زهران ممداني في أكتوبرعام 1991 في العاصمة الأوغندية كمبالا، لعائلة هندية مسلمة.
والده المفكر البارز محمود ممداني، ووالدته المخرجة المعروفة ميرا ناير.
هاجر ممداني مع أسرته إلى الولايات المتحدة وهو في السابعة من عمره، واستقر في مدينة نيويورك ثم التحق بكلية بودوين وتخصص في الدراسات الإفريقية.
حصل على الجنسية الأمريكية عام 2018، وفي عام 2020 انتُخب عضوًا في الجمعية التشريعية عن منطقة كوينز.
ينتمي ممداني إلى التيار الديمقراطي الاشتراكي، الجناح اليساري داخل الحزب الديمقراطي، وقد بنى سمعته السياسية على تبنيه لقضايا العدالة الاجتماعية والدفاع عن الفئات المهمشة، وهو ما عزز حضوره بين الشباب والطبقة العاملة.
لم تتميز حملة ممداني الانتخابية ببرنامجه الاقتصادي الجريء فقط، بل بمواقفه الواضحة من القضية الفلسطينية، التي جعلت منه هدفًا لحملات إعلامية وسياسية من جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل.
فهو من أبرز داعمي حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS)، وسبق أن وصف أفعال الجيش الإسرائيلي في غزة بأنها إبادة جماعية.
ويعود نشاط ممداني ودفاعه عن القضية الفلسطينية إلى سنوات دراسته بالجامعة، حين شارك في تأسيس فرع "طلاب من أجل العدالة في فلسطين".
وفي عام 2023، قدم مشروع قانون “ليس على حسابنا”، الذي يدعو إلى حظر تمويل المستوطنات الإسرائيلية من خلال الجمعيات الخيرية الأمريكية.
وفي نوفمبر من نفس العام، شارك في إضراب عن الطعام أمام البيت الأبيض للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة، كما نظم إفطارًا عامًّا في رمضان 2024 تحت شعار دعم فلسطين.
ورفض ممداني التوقيع على قرار تقليدي سنوي للاحتفال بتأسيس إسرائيل، مشيرًا إلى أن صياغته تتجاهل الانتهاكات الواقعة على الفلسطينيين. وأثار هذا الموقف عاصفة من الانتقادات، أبرزها اتهامه بـ "معاداة السامية"، لا سيما بعد رفضه إدانة عبارة "عولمة الانتفاضة" في مقابلة صحفية. غير أن ممداني دافع عن موقفه قائلا إن الكلمة تُستخدم بمعناها الرمزي للمقاومة ضد الظلم.
وحتى اللحظة الأخيرة قبل فوزه واجه ممداني مضايقات وتهديدات وصلت إلى حد تهديده بالقتل.
إقرأ المزيد