الكوماندوز الإسرائيلي نفذ عمليات سرّية داخل العمق الإيراني
إيلاف -

أفادت وكالة فارس للأنباء الإيرانية الرسمية بوفاة، رئيس مركز قيادة مقر خاتم الأنبياء العسكري الإيراني، علي شادماني، متأثراً بجراحه التي أصيب بها خلال المواجهة العسكرية مع إسرائيل.

وأضافت الوكالة، أن إيران توعدت بـ"برد قاسٍ" على مقتل شادماني.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في 17 يونيو/حزيران أنه قتل شادماني، الذي وصفه بأنه "رئيس أركان الحرب الإيراني وأعلى قائد عسكري في البلاد".

وقد شغل اللواء غلام علي رشيد، منصب رئيس مركز قيادة مقر خاتم الأنبياء بالحرس الثوري، لكنه قتُل في غارات إسرائيلية استهدفت كبار القادة العسكريين الإيرانيين ومواقع نووية وعلماء، في 13 يونيو/حزيران، في الليلة الأولى للمواجهة العسكرية بين البلدين.

وحينها عيّن المرشد الأعلى، علي خامنئي، علي شادماني خلفاً لغلام رشيد.

و في 17 يونيو/حزيران، أعلنت إسرائيل اغتيالها شادماني، لكن إيران لم تؤكد وقتها الخبر.

ويُشرف مقر خاتم الأنبياء المركزية، على التنسيق بين الحرس الثوري الإسلامي والقوات المسلحة النظامية، ويعمل كقيادة مركزية في أوقات الحرب، تحت سلطة المرشد الأعلى، علي خامنئي، المباشرة.

وستقيم إيران، الخميس والسبت، جنازات رسمية لكبار القادة العسكريين، بمن فيهم شادماني، وكبار العلماء الذين قتلوا خلال المواجهة مع إسرائيل.

قوات كوماندوز إسرائيلية نفذت عمليات داخل إيران

في تطور بارز لأخر مستجدات ما بعد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، صرح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زمير، بأن قوات كوماندوز إسرائيلية عملت سراً داخل إيران خلال المواجهة العسكرية التي استمرت 12 يوماً بين البلدين.

إذ أشاد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، في خطاب متلفز، بـ"التنسيق والخداع التكتيكي الذي نفذته قواتنا من الكوماندوز الجوية والبرية"، الذين "عملوا في سرية تامة في عمق أراضي العدو، وسمحوا لنا بتنفيذ العمليات بحرية كاملة".

ويعد زامير أول مسؤول إسرائيلي يصرح علناً بأن جنوداً من الجيش الإسرائيلي نفذوا عمليات على الأرض داخل إيران.

وقد شكر زامير الولايات المتحدة على ما وصفه بأدائها "الدقيق والقوي والمثير للإعجاب" أثناء المواجهة بين إيران وإسرائيل.

ولم يتضح بعد ما إذا كان زامير يشير إلى قوات الكوماندوز التابعة للموساد التي نفذت في بداية العملية عمليات لتحييد الدفاعات الجوية والصواريخ الباليستية الإيرانية، أو ما إذا كان يكشف لأول مرة عن تصرفات قوات الكوماندوز التابعة للجيش الإسرائيلي.

ليس هذا فحسب، بل قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إنه كان على اتصال وثيق بالجيش الأمريكي طوال العمليات الإسرائيلية.

"رسالة علنية نادرة"

أشادت الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد)، بالعملية "التاريخية" التي شنتها إسرائيل ضد إيران، معلنة أن "التهديد الإيراني قد تم تحييده بشكل كبير بفضل الحملة الجوية".

وقال جهاز الموساد في بيان: "هذه أيام تاريخية لشعب إسرائيل. لقد تم تحييد التهديد الإيراني، الذي هدد أمننا لعقود، بشكل كبير"، مشيداً بتعاونه مع الجيش الإسرائيلي والدعم الأمريكي المرافق للهجوم المفاجئ، وهو ما وصفته الصحافة الإسرائيلية بأنه "رسالة علنية نادرة".

وبين قائد الموساد، ديفيد بارنيا، متحدثاً من مركز قيادة عمليات الجهاز: "لقد تحققت الآن أهداف كانت تبدو خيالية. سنواصل مراقبة جميع المشاريع الإيرانية المعروفة - فنحن على دراية تامة بها - وسنكون هناك، كما كنا حتى الآن".

كما كرر الشكر لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، التي "ساهم تعاونها في جعل العملية ممكنة".

يذكر أن الولايات المتحدة نفذت ضربات جوية "حاسمة" على بعض المواقع النووية الرئيسية في إيران يوم الأحد 22 يونيو/حزيران.

"ضرر بالغ" للبرنامج النووي "دون القضاء عليه"

صرح مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.أي.إيه)، بأن الضربات الأمريكية "ألحقت أضراراً بالغة" بالمنشآت النووية الإيرانية وأعادتها سنوات إلى الوراء، متعارضاً مع تقرير استخباراتي مُسرب أثار غضب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بتقليله من شأن تأثير الغارة.

وصرح جون راتكليف، مدير وكالة المخابرات الأمريكية، بتدمير مواقع رئيسية، إلا أنه لم يُعلن القضاء على البرنامج النووي الإيراني بشكل كامل.

يأتي هذا بعد يوم من تقييم أولي مُسرب من وكالة استخبارات تابعة للبنتاغون أشار إلى أن المكونات الأساسية للبرنامج النووي الإيراني ظلت سليمة بعد الغارات الأمريكية.

أكد الرئيس ترامب مجدداً أن الغارة "دمرت" المنشآت النووية الإيرانية.

ونشر الرئيس الجمهوري على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الأربعاء أن وسائل الإعلام "المزيفة" "كذبت وحرفت الحقائق تماماً، وهو ما لم يفعلوه".

وقال ترامب إن وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيجسيث، ومسؤولين عسكريين آخرين سيعقدون مؤتمراً صحفياً "مثيراً للاهتمام ولا يقبل الجدل" يوم الخميس في البنتاغون "من أجل الدفاع عن كرامة طيارينا الأمريكيين العظماء".

وقف إطلاق النار يسير "بشكل جيد للغاية"

ولا يزال وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل صامداً، مع عودة الحياة تدريجياً إلى شوارع العاصمة طهران، بعد قرابة أسبوعين من القصف.

وأفاد مراسل بي بي سي هناك بأن العديد من الشركات لا تزال مغلقة، لكن الإنترنت عاد للعمل.

ويقول مسؤولون إيرانيون إن عدد قتلى الهجمات الإسرائيلية تجاوز ال600.

وقد قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الأربعاء، إن وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه مؤخراً بين إسرائيل وإيران يسير "بشكل جيد للغاية".

وقال ترامب إن الولايات المتحدة ستجري مفاوضات نووية جديدة مع إيران، بعد إقراره بأن الضربات الأميركية شلت برنامجها النووي.

كما قال كذلك للصحفيين إن إسرائيل وإيران "متعبتان ومنهكتان" بعد 12 يوماً من الحرب، مضيفاً أنه من المقرر أن تُجرى المحادثات مع طهران "الأسبوع المقبل".

وأضاف:" قد نوقع على اتفاق. لا أعلم".

وكان الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، قد قال يوم الثلاثاء إن بلاده مستعدة للعودة إلى المفاوضات، لكنها ستواصل "التأكيد على حقوقها المشروعة" في الاستخدام السلمي للطاقة النووية.

وقال ترامب "لن يستمروا(الإيرانيون) في تصنيع القنابل لفترة طويلة"، مضيفاً أن وقف إطلاق النار منذ يوم الثلاثاء يسير "بشكل جيد للغاية".

غير أن وسائل إعلام أمركية نقلت في وقت سابق عن أشخاص مطلعين على تقرير استخباراتي أميركي أولي، قولهم إن الضربات التي شُنت نهاية الأسبوع، لم تنجح في القضاء تماماً على أجهزة الطرد المركزي الإيرانية أو مخزون اليورانيوم المخصب.

وقد أفاد تقرير لوكالة استخبارات الدفاع الأميركية بأن القصف الأميركي أدى إلى إغلاق مداخل بعض المنشآت دون تدمير المباني تحت الأرض، مما أدى إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني عدة أشهر.



إقرأ المزيد