لماذا يذهب أهل غزة لمصائد الموت؟
الشرق -
[unable to retrieve full-text content]

لم يكن امام سامي الحلو وهو فلسطيني من قطاع غزة، من خيار في ظل المجاعة التي تعصف بأهالي غزة المحاصرين وبكاء أطفاله المجوعين، سوى التوجه إلى مناطق الشاحنات التي تحمل الطحين المعروفة بـ»بمصائد الموت»، رغم علمه وإدراكه خطورة المكان، وأن ثمن كيس الطحين هذا قد يدفع روحه ثمنا له.
لكن شدة الحاجة وحال اطفاله لم تترك له مجالا للتراجع، فانطلق وهو يردد عند خروجه من منزله «إلي عنده أطفال جائعين بيكسروا الظهر».
كان وعده لأطفاله بأن لا يعود إلا ومعه كيس طحين، يخفف من جوعهم. هذا الوعد دفعه إلى دوار النابلسي بمدينة غزة، حيث كان يتوقع وصول أي شاحنة تحمل طحينا، لكن بعد انتظار ساعات طويلة وعدم وصول أي شاحنة، قرر التوجه إلى منطقة «زيكيم» شمال قطاع غزة وهو موقع أشد خطورة، وذلك في محاولة يائسة أخرى للحصول على كيس طحين، لكن بدلا من ذلك أصيب جراء القصف، في فخذه ولم يستطع الإسعاف الوصول إليه فأخذ جسده ينزف حتى ارتقى شهيدا، ليلحق بالمئات من الشهداء الذين ارتقوا في صفوف البحث عن الغذاء.
لم تعرف عائلته باستشهاده، إلا بعد ساعات طويلة، وبعد ورود اتصال يفيد بإصابته، لتبدأ رحلة البحث عنه في مستشفى الشفاء أولا ثم مستشفى المعمداني دون أن يجدوا له أثرا، حتى وجدوا جثمانه أخيرا في أحد المستشفيات الميدانية ضمن أكثر من 300 شهيد، وقد كتب على كفنه المصنوع من البلاستيك شهيد مجهول «زيكيم»، ليبقى جثمانه، وما عليه من آثار للطحين، شاهدا على جرائم المحتل، وبشاعة التجويع.



إقرأ المزيد