إيلاف - 7/30/2025 3:37:22 PM - GMT (+3 )

إيلاف من واشنطن: في تحرك احتجاجي غير معتاد داخل أروقة السلطة الأميركية، اعتقلت شرطة الكابيتول عشرات الحاخامات اليهود المنتمين إلى التيار اليساري في الولايات المتحدة، بعد تنظيمهم اعتصامًا داخل مكتب زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، السيناتور جون ثيون، للمطالبة بإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة وتقديم مساعدات إنسانية عاجلة.
وبحسب ما أفادت به شبكة RT، فإن 27 حاخامًا ينتمون لمنظمة "اليهود من أجل المساعدات الغذائية لشعب غزة" دخلوا صباح الثلاثاء إلى مكتب السيناتور ثيون في العاصمة واشنطن، ورفعوا لافتات كُتبت عليها شعارات من بينها: "الحاخامات يقولون: احموا الحياة!" و"الحاخامات يقولون: أوقفوا الحصار".
وخلال الاعتصام، تحدثت إحدى الحاخامات قائلة: "نحن هنا لمطالبة ممثلينا المنتخبين باتخاذ إجراءات فورية لإنهاء المجاعة التي تطال الجميع في غزة، بما فيهم الفلسطينيون والرهائن الإسرائيليون المحتجزون هناك".
وفي لفتة رمزية دينية، تلا اثنان من الحاخامات مقتطفًا من سفر "مراثي إرميا" الذي يُتلى في يوم صيام "تيشا بآف"، ويصف مشاهد الحصار والمجاعة، حيث ترجما العبارة: "الأطفال الصغار يستجدون الخبز، ولا يعطيهم أحد كسرة". ثم أنشدوا المزمور الثالث والعشرين بلحن جنائزي تقليدي، قبل أن تتدخل الشرطة لاعتقالهم.
وقالت الحاخامة أليسا وايز، المديرة المؤسسة لمنظمة "الحاخامات من أجل وقف إطلاق النار"، في بيان صحفي: "هذه ليست مجرد قضية سياسية، بل مسألة تتعلق بالحياة والموت. إن مسؤوليتنا الروحية كيهود وحاخامات هي حماية الحياة، كل الأرواح مقدسة، لكن الأرواح الفلسطينية لا يُنظر إليها كذلك، وهذا وصمة في ضميرنا الجماعي".
ويأتي هذا التحرك بعد يوم واحد فقط من احتجاج مشابه في نيويورك، حيث اعتقلت الشرطة ثمانية حاخامات أمام القنصلية الإسرائيلية، في مظاهرة نظمتها منظمتا "T’ruah" و"New York Jewish Agenda"، طالب فيها المشاركون بزيادة المساعدات إلى غزة ووقف الحرب وإعادة جميع الرهائن.
وذكرت RT أن الحاخامات المحتجزين في نيويورك قضوا أكثر من ساعتين داخل سجن بمنطقة مانهاتن قبل إطلاق سراحهم، فيما نشر الحاخام إيفان تريلور، أحد المعتقلين، رسالة عبر حسابه على إنستغرام قال فيها: "أنا بخير، وسأواصل التحدث والعمل من أجل إنهاء المجاعة، وإعادة الرهائن، وإنهاء الحرب، وتحقيق العدالة والسلام الحقيقي لكل الناس في إسرائيل/فلسطين".
وتعيد هذه التحركات إلى الأذهان موجة الاحتجاجات التي نظّمها يهود أميركيون خلال العام الأول من الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس"، والتي نادت بوقف إطلاق النار. وكان عدد من الحاخامات المعتقلين قد شاركوا في تلك الفعاليات سابقًا.
يُشار إلى أن أكثر من 23,500 يهودي أميركي، بينهم 750 حاخامًا، و100 مجمع ومنظمة وكنيس، وقعوا خلال الشهرين الماضيين على بيان بعنوان "Jews for Food Aid for People in Gaza"، يطالب بإرسال مساعدات إنسانية فورية إلى غزة.
كما وقع أكثر من ألف حاخام من حول العالم هذا الأسبوع رسالة مفتوحة تدعو إسرائيل إلى "وقف استخدام المجاعة كسلاح في الحرب"، وهو الاتهام الذي رفضته الحكومة الإسرائيلية بشكل قاطع.
إقرأ المزيد