الشرق - 8/19/2025 7:02:26 AM - GMT (+3 )

ماذا وراء الإضراب الذي شل الحركة في قلب تل أبيب؟ هل هو حراك يسبق عاصفة جديدة؟ أم سنكون أمام انقلاب سياسي تنجح بموجبه المعارضة الإسرائيلية في وقف الحرب؟.
هنالك نظريتان في الكيان الإسرائيلي، والتعبير عنهما أشبه بمشهد حصانين يقودان عربة واحدة في اتجاهين متعاكسين: الأولى مع الاستمرار في الحرب، ويقودها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وكبار مساعديه بن غفير وسموتريتش، والثانية مع وقف الحرب، ويقودها مسؤولون عسكريون إسرائيليون، يستنجدون بواشنطن للضغط على ائتلاف نتنياهو، في ظل حراك دولي آخذ في التصاعد.
أي الطرفين سينتصر؟ والسؤال هذا يطرح بقوة في الشارع الغزي، بينما تتوجس أوساط سياسية من وقوع غزة في أتون حرب ربما لن تهدأ، قبل أن تتم عامها الثاني (بعد شهرين) ما يضع أهل غزة بين فكّي استنزاف يطول تحت سقف الغارات الملتهبة، ومجاعة أخذت تكمل الطريق نحو أزمات أوسع.
استناداً إلى آراء النخب السياسية، فالاتجاه الذي يشق مكاناً له بين السيناريوهات الأكثر خطورة، هو مواصلة نتنياهو امتطاء عربات جدعون الحربية، إذ لا حياة سياسية له من دونها، ويهدف من خلال الغزو المرتقب لوسط وشمال غزة، إلى حرق كومة القش، كي يصل إلى الإبرة، والمقصود هنا (الأسرى الإسرائيليون) الأمر الذي سيرفع مؤشر عداد الشهداء والجرحى، الذين ستُسحق عظامهم تحت قاطرة الآليات العسكرية الثقيلة.
ويرى مراقبون أن المشهد الدامي في قطاع غزة، ينبئ عن نوازل قادمة أكثر فظاعة، وعليه، ستكون غزة أمام فصل دام، خصوصاً إذا استمر نتنياهو في الهروب نحو توسيع دائرة النار، توطئة لمجازر مروعة وموجات نزوح جديد، لن تمر إلا من فوق أرض محروقة، وأنقاض مبان مهدمة.
وكلما شارفت نار الحرب على الانطفاء، سارع نتنياهو إلى إذكاء لهيبها ومضاعفة وميضها، فلا مستقبل لحكمه إن توقفت، ما يرجح سيناريو اجتياح غزة بغية استمرارها، وينذر بوقائع أشد فتكاً.
وهنالك خلاف علني داخل الكيان، يشير إليه المحلل السياسي محمـد دراغمة، ويتمحور بين المؤسسة العسكرية والحكومة، بشأن جدوى الاستمرار في الحرب، مشيراً إلى أزمة سياسية، ستواجه إسرائيل في حال أقدمت على عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة، في ظل تآكل شرعية الحرب دولياً.
ووفق دراغمة، تتجه واشنطن إلى الحل النهائي للحرب بعد فشل الصفقات الجزئية، لكن الوقائع على الأرض، ترسم استعدادات لقادم أسوأ، منوهاً: «إذا كانت الغلبة للطرف المؤيد للاستمرار في الحرب، فالأوضاع في قطاع غزة آخذة بالتوغل في الكارثة الإنسانية».
ووسط خلافات تعصف بالكيان حول توسيع دائرة الحرب وغزو غزة، ستظل غزة في مهب رياح عاتية تتقاذفها، إلى حين تسوية سياسية، وستنتظر ريثما يتضح الخيط الأبيض من الأسود في «كابينت الحرب» الإسرائيلي.
إقرأ المزيد