إيلاف - 8/19/2025 2:55:18 PM - GMT (+3 )

إيلاف من لندن: لم يكن الرئيس الروسي بوتين في البيت الأبيض خلال لقاءات ترامب مع زيلينسكي والقادة الأوروبيين، لكن نفوذه كان واضحًا، وقال مراقب: تلك هي اللحظات التي تكشف عن سطوته على ترامب.
بالنسبة لموسكو، يتمثل هدفها الآن في إبقاء الأميركي دونالد ترامب على مسار السلام، أي التسوية أولًا، ثم وقف إطلاق النار. تعتقد موسكو أن هذه هي أفضل طريقة لتحقيق أهدافها، لأنها تتمتع بنفوذ أكبر طالما استمر القتال.
3 لحظات
كانت هناك ثلاث لحظات رئيسية كشفت عن سيطرة الرئيس الروسي الحالية على دونالد ترامب.
الأولى كانت في المكتب البيضاوي. جلس الرئيس الأميركي إلى جانب فولوديمير زيلينسكي، وقال للصحفيين: "لا أعتقد أنكم بحاجة إلى وقف إطلاق النار".
كان ذلك مثالًا واضحًا على تراجع ترامب في نهجه تجاه السلام. على مدار الأشهر الستة الماضية، كان وقف إطلاق النار أولويته، ولكن بعد لقائه بالسيد بوتين في ألاسكا، فجأةً لم يعد كذلك. هذا تأكيد على أنه ينظر الآن إلى الحرب من منظور موسكو.
الأسئلة والأجوبة المفتوحة
أما اللحظة الثانية فكان شكل اللقاء نفسه، حيث عاد ترامب إلى أسلوبه المفضل في طرح الأسئلة والأجوبة المفتوحة.
في ألاسكا، لم يُطلب من بوتين الإجابة على أي أسئلة - على الأرجح لأنه لم يرغب في ذلك. أما هنا، فلم يكن أمام زيلينسكي خيار آخر. فقد تعرّض لوابل من الأسئلة ليرى إن كان قد استخلص العبرة من لقائه السابق.
كان ذلك دليلاً إضافياً على المكانة الخاصة التي يبدو أن ترامب يمنحها لبوتين.
المكالمة الهاتفية
أما الحدث الثالث فكان مكالمتهما الهاتفية. في البداية، قال الرئيس ترامب إنه سيتحدث إلى زعيم الكرملين بعد اجتماعه مع القادة الأوروبيين. لكن اتضح أن ذلك كان خلاله.
وقُطِع اجتماع وجهاً لوجه مع سبعة قادة لإجراء مكالمة هاتفية مع أحدهم - كما لو أن ترامب كان عليه مراجعة بوتين أولاً، قبل مواصلة مناقشاته.
مقترح السلام
وقالت قناة (سكاي نيوز): ما زلنا لا نعرف التفاصيل الكاملة لمقترح السلام الذي يجري إعداده، لكن كل هذا يُشير بقوة إلى أنه مقترح من إعداد روسيا. يقدم البيت الأبيض الورقة، لكن الكرملين يمسك القلم.
وتهدف موسكو الآن إلى إبقاء ترامب على مسار السلام، وهو التسوية أولاً، ثم وقف إطلاق النار.
وتعتقد موسكو أن هذه هي أفضل طريقة لتحقيق أهدافها، لأنها تتمتع بنفوذ أكبر طالما استمر القتال.
لكن بوتين سيحذر من أن ترامب طيع، ويمكنه بسهولة تغيير رأيه، حسب آخر شخص تحدث إليه.
طمس المخاوف الأوروبية
تحاول موسكو طمس المخاوف الأوروبية بتصوير نفسها على أنها الطرف الأكثر حرصًا على السلام، وكييف (وأوروبا) على أنها العقبة.
لكن بينما وافق زيلينسكي على اجتماع ثلاثي، لم يوافق الكرملين. بعد المكالمة الهاتفية بين بوتين وترامب، قال الكرملين إن الزعيمين ناقشا "رفع مستوى التمثيل" في المحادثات بين روسيا وأوكرانيا. لا يوجد تأكيد على أي مستوى.
ولضمان عدم تأثر تعاطفه، وبقاء خطوطه الحمراء كما هي، ستبذل روسيا قصارى جهدها لإبقاء صوتها مسموعًا.
وعلى سبيل المثال، سارعت وزارة الخارجية الروسية يوم الاثنين إلى إدانة التصريحات الأخيرة الصادرة عن الحكومة البريطانية، والتي أفادت باستعدادها لإرسال قوات للمساعدة في تطبيق أي وقف لإطلاق النار. ووصفت الوزارة الفكرة بأنها "استفزازية" و"مفترسة".
إقرأ المزيد