وزير التربية والتعليم: استضافة أولمبياد الرياضيات العربي الرابع يهدف لتعزيز التواصل بين الطلبة العرب
الشرق -
محليات

10

10 نوفمبر 2024 , 05:50م

الدوحة - قنا

بدأت في الدوحة، اليوم، فعاليات أولمبياد الرياضيات العربي الرابع 2024، الذي تستضيفه وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، واللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، حتى 14 نوفمبر الجاري.

وقالت سعادة السيدة بثينة بنت علي الجبر النعيمي وزير التربية والتعليم والتعليم العالي، رئيس اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، إن تنظيم أولمبياد الرياضيات العربي الرابع يندرج تحت مظلة (الألكسو) بهدف تعزيز مجالات التواصل بين الطلبة العرب، وتنمية روح التميز والإبداع والموهبة والثقة بالنفس، والاهتمام بعلوم الرياضيات والعناية بتطوير مناهجها والارتقاء بطرائق تدريسها.

ونوهت سعادتها في كلمتها الافتتاحية بالأولمبياد بأن الرياضيات من العلوم الأساسية التي تعتمد عليها الكثير من العلوم التطبيقية، قوامها التفكير، ووضع الفرضيات، والبراهين الرياضية، مؤكدة أن العمل على تطوير المناهج بهدف الارتقاء بجودة التعليم وتنمية مهارات الطلبة، أصبح حاجة ملحة لمواكبة التطورات القائمة والحياة العصرية، وذلك في عالم يتسم بالتطور المتسارع والتقدم التكنولوجي.

وبينت في سياق ذي صلة أن أولمبياد الرياضيات العربي يأتي ليبلور اهتمام الدول العربية بتطوير أداء طلبتها في العلوم العصرية كمطلب أساسي من متطلبات التنمية المستدامة، لافتة إلى أن تنافسها المتواصل في الرياضيات، يشكل قاعدة راسخة في اكتشاف الطلبة المتميزين ورعايتهم، بهدف زيادة قدراتهم وإبداعاتهم العلمية في كافة البلاد العربية، وهو ما يسهم بلا شك في الارتقاء بالمستوى العلمي لدى الطلبة والمعلمين، ما يغرس قيم التعاون وتبادل التجارب والخبرات بين المشاركين في بيئة ممتعة خارج الصف، إلى جانب تأهيلهم للمستوى المتقدم وهو خوض ميدان الأولمبياد الدولي للرياضيات، وما يستوجبه ذلك من قدرة هائلة في سياق التنافس العالمي.

وأضافت سعادة وزير التربية والتعليم والتعليم العالي أنه إذا كان الحصاد طيبا في أولمبياد الرياضيات محليا أو عربيا أو دوليا، هو عقول شابة ترتبط بوطنها وتتسلح بالعلم والتطور، فإن الفائز الحق ليس فقط الطلبة المشاركين في الأولمبياد، بل دولهم التي تفخر وتعتز بتفوقهم، وتنتظر منهم عطاء يسهم في بناء نهضة ملموسة في ميادين العلم والبحث والاختراع والاكتشاف مقتدين في ذلك بتوجيهات القادة الذين ذللوا كافة العقبات ووفروا كافة الإمكانيات.

وأعربت سعادة السيدة بثينة بنت علي الجبر النعيمي عن الشكر والتقدير لكل من تعاون في تنظيم هذه النسخة من الأولمبياد وعلى رأسهم (الألكسو) وأعضاء اللجان المنظمة، وذلك لجهودهم الحثيثة بهذا الصدد، معربة عن أملها في أن يكلل عطاؤهم بالنجاح لتحقيق جميع الأهداف المرسومة من هذا اللقاء العلمي المتميز، متمنية التوفيق لجميع الطلبة المتميزين في مادة الرياضيات الذين يمثلون بلدانهم بكل جدارة في هذه الفعالية.

من ناحيته، توجه سعادة الدكتور محمد ولد أعمر المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) بأطيب التحيات وخالص عبارات الشكر والتقدير، إلى دولة قطر قيادة وحكومة وشعبا على دورها الريادي في تعزيز العمل العربي المشترك، ودعمها الراسخ لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة لجميع أبناء الأمة العربية، ونصرة قضايا الأمة العادلة والدفاع عنها على المستويين الإقليمي والدولي.

وثمن سعادته في كلمته بهذه المناسبة، استضافة دولة قطر للأولمبياد العربي للرياضيات في دورته الرابعة، ودعمها للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وحسن تعاون وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي وتنسيقها المتميز مع (الألكسو) في الإعداد الجيد للأولمبياد.

وأشار إلى أن (الألكسو) تعمل منذ إنشائها وبشكل مستدام مع الدول العربية على تنمية التعليم وإتاحته للجميع، تجسيدا لخطط عملها وتحقيقا لأهداف التنمية المستدامة 2030، ومنها الهدف الرابع الخاص بالتعليم الجيد والمنصف والشامل، ولقناعتها الراسخة بأنه قوة تحويلية حقيقية تمكن الجميع أفرادا ودولا من التميز والسمو إلى أعلى المراتب، مؤكدا أن كل ما تخطط له المنظمة وتنفذه من برامج ومشروعات ومبادرات وأنشطة في هذا المجال، هو رؤية استراتيجية تعطي لتعليم الرياضيات والعلوم والتكنولوجيات الحديثة وآخرها الذكاء الاصطناعي، أهمية قصوى في السياسات والممارسات التعليمية.

وقال إن (الألكسو) ترنو بذلك إلى المساهمة في الجهود التي تبذلها الدول العربية، في تنمية نظم منح التربية والتعليم وتحسين نواتجها، وتعزيز ميزتها التنافسية، حتى تكون قادرة على تعليم طلابها المعارف والمهارات العالية، ما يساعدهم على الاضطلاع بأدوارهم كاملة في مجتمعاتهم، وتنشئة مواطنين قادرين على المشاركة في تعزيز مكانة الرياضيات في المدرسة والمجتمع.

وفي هذا السياق، أوضح سعادة الدكتور محمد ولد أعمر أن (الألكسو) أطلقت أولمبياد الرياضيات العربي في العام 2018، وأرادته نشاطا تربويا تعليميا يتيح للطلاب من جميع الدول العربية فرصة التباري والتنافس الإيجابي لتطوير قدراتهم التحليلية ومهاراتهم في حل المشكلات من خلال تعاملهم مع وضعيات وتحديات رياضية تتجاوز المناهج الدراسية المعتادة، ما يشجعهم على الإبداع ويقوي في نفوسهم روح المثابرة، وينمي شغفهم بالرياضيات، ويعمق تفكيرهم في مجالات العلوم والهندسة وعلوم التصرف والمالية والمعلوماتية، ويعزز لديهم كذلك قيم العمل المشترك والثقة بالنفس، والاستقلالية واحترام الذات.

ولفت إلى أن المنظمة تعمل أيضا في إطار هذه الرؤية، على تنظيم برامج تدريبية، وعقد البطولة العربية لألعاب الرياضيات والمنطق، وإطلاق منصة عربية للرياضيات، بالإضافة إلى تنفيذ أعمال أخرى مثل الأسبوع العربي للبرمجة، وكلها مشروعات قال إنها تهدف إلى تعزيز التفكير الرياضي والمنطقي، والفكر النقدي لدى الأطفال والشباب العرب، حتى يتمكنوا من تطوير مهارات منطقية، وتحسين قدرات ذهنية عالية الدقة، من شأنها أن تساعدهم على لعب أدوار رفيعة القيمة، والإسهام في تنمية أوطانهم ومجتمعاتهم، فضلا عن دعم مكانة العلوم والثقافة العلمية في المجتمع والحياة.

إلى ذلك تطرق الدكتور جريجور دولنار رئيس أولمبياد الرياضيات العالمي في كلمة مماثلة لأهمية هذه الفعالية ومشاركة الدول العربية فيها، ما يعود بالفائدة على طلابها في عصر يشهد تطورا مذهلا في مجال الذكاء الاصطناعي.

وقال إن من المهم أكثر من أي وقت مضى دعم وتشجيع الشباب على العمل الجاد من حيث تطوير مهارات التفكير التحليلي والعقلاني لديهم، معربا عن الشكر لوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي و(الألكسو) لتنظيم هذا الحدث المهم، لإتاحة الفرصة لهؤلاء الطلاب العرب الأذكياء لإظهار مواهبهم.

وفي تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، قالت السيدة مريم نعمان العمادي مدير إدارة التوجيه التربوي بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي إن الوزارة قد استعدت تماما لاستضافة هذه البطولة العلمية العربية، مشيرة إلى أن ما يميز هذه النسخة من الأولمبياد مشاركة جميع الدول العربية فيها بما يتراوح بين 80 إلى 100 طالب وطالبة.

واستعرضت العمادي الفعاليات المختلفة المصاحبة للبطولة بمشاركة مشرفين متميزين وعلماء عرب في الرياضيات، ليتم في اليوم الختامي إعلان النتائج وتتويج الفائزين بالميداليات الذهبية والفضية والبرونزية.

واعتبرت استضافة قطر لهذه البطولة إنجازا كبيرا، تضيف أيضا الكثير لطلابها وللطلبة المشاركين، وذلك من حيث تبادل المعارف والخبرات والتجارب، والتعرف على ثقافات الدول العربية المختلفة، وإثراء الحصيلة العلمية لديهم ما يؤهلهم كذلك للمشاركة في بطولات الأولمبياد المحلية والعربية والدولية.

يذكر أن أولمبياد الرياضيات العربي يقام كل عامين في إحدى الدول الأعضاء في (الألكسو)، ويعد مسابقة أكاديمية تهدف إلى تجمع طلبة الدول العربية المبدعين في الرياضيات، ليظهروا مهاراتهم وقدراتهم المتميزة، ويقدموا الأفكار الإبداعية والحلول المبتكرة في محاور الرياضيات التي تتضمن الهندسة، ونظرية الأعداد، والجبر، والتركيبات.

وتأتي استضافة الأولمبياد ضمن البرامج النوعية المتميزة التي تحرص وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي على المشاركة فيها، للارتقاء بالمستوى العلمي للطلبة في المواد العلمية، وإعدادهم وتطوير أدائهم في المنافسات التي سيخوضونها مستقبلا في المشاركات الإقليمية والدولية، إلى جانب تعزيز مجالات التواصل وبث روح التنافس الإيجابي بين طلبة الدول العربية، واكتشاف المبدعين منهم في علم الرياضيات وتوجيههم لاستثمار قدراتهم في المجالات التطبيقية ذات الصلة.

اقرأ المزيد

مساحة إعلانية



إقرأ المزيد